الكتاب

صبري محمد علي: أيها السودانيون إقرأوا هذا المقال من غير زعل

خاص - صوت السودان

والسؤال نوجهه لذاتنا السودانية أينما وجدت وهل صحيح أن الحرب قد أخرجت أسوأ ما لدينا أم أن في المقولة بعضاً من التحامل؟

هل نحن جشعون

إستغلاليون

أنانيون

نأكل بعضناً بعضا !

أين ذهب ديوان النعيم ود حمد و(سِيد) الحيشان التلاته أين ذهب سيل الوادي المُنحدر

أين كانت سيرة عُصار المفازة وأين هو الفارس الجحجاح

أين (عشّاي) الضيفان و سِّيد القدح البِجُر أين الذي تغنى له الشاعر ود بادي ….

*تدي يمينو*

 *وماتعرف حسابو شمال*

*وخليك من يعرفو فلان*

وصدق حين قال….

*كل فضيلة في الأجداد*

*أبت ما تبقى في الأحفاد*

*ومسكت في النعُوش الطاهرة*

*و إندفنت مع الجثمان*

*وكل مكارم العابرين*

*معاهم راقده في شبرين*

*وبقت أمجادنا كانوا زمان*

*وكانوا زمان*

أين أحفاد المحمل والكسوة و(أبيار علي) !

أين ذهبت هذه القيم ولماذا أصابتها هذه الحرب في مقتل

فاصبح منا…

تجار الأزمات

وتجار الموت

وتجار التأشيرات المضروبة

وتجار الشقق المفروشة وسماسرة الدواء

بل و…….

المتاجرين في كل ما يدعم التمرد بالمحروقات والعتاد

أليس منا المهربون؟

والمتاجرون بأرواح الناس؟

إذاً….

هل كُنّا نحن أسرى رصيد أخلاقي مُزييف لم يكن يشبهنا يوماً من الأيام

 أم أن الحرب هي ما أخرجت أسوأ ما فينا !

الم نكن نحن الشعب الوحيد الذي جعل من السمسرة مهنة؟ ومن الكذب (ظرافة) وخفة دم

 ومن المديح سُلماً للتسلق والتذلف للحُكّام !

ألم نُحلل العربات (بوكو حرام) ونبتدع التحلل من سرقة المال العام ونشرع لهما من القوانين ما يحميهما !

فكيف كانت النتيجة؟

ولم البكاء الآن

و هل حفظنا الله عند الرخاء حتى يحفظنا عند الشِّدة؟

أن ……

تُتجار في مجال المحروقات والعُملات و مواد الإغاثة

فتلك سقطه

أن (تتحاوم) بين أبواب ما تبقى لنا من مُستشفيات (تُسمسِر) في أوجاع المرضى فتلك سقطه

أن تُؤجر غرفة وصالة لنازح بمبلغ ملياري فتلك سقطة

 ان تطعن في شرف جيشك و شرف جندي أشعث أغبر لم ير أطفاله منذ عام و زيادة فتلك سقطة كُبرى

فعودوا الى رشدكم أيها السودانيون فالوطن ليس فندق نستبدله كلما ساءت الخدمة !

فواجهوا ذاتكم بذاتكم ….

بعيداً عن (النفخة الكضابة)

وأجيبوا على سؤال واحد وهو…

*هل كُنْا مخدعين طيلة العُقُود الماضية؟*

أم أن هناك جهات ما كانت تحقننا المُخدِر كلما تنامى لدينا الوعي المجتمعي أعادونا الى حضيض الأخلاق ونحن نرقص بالسيف !

أقول بعد الذي شهدنا به على أنفسنا وعايشناه خلال هذه الحرب

*نعم و بكل تأكيد*

فقبل إعادة الإعمار

 يلزمنا إعادة بناء الإنسان

وصدق الشاعر حين قال …

قد يعشق المرء من لا مال في يده ….

ويكره القلب من في كفه الذهب

ما قيمة الناس إلا في مبادئهم

لا المال يبقى….

ولا الألقاب والرتب

*اللهم أحفظ لنا ديننا وأخلاقنا و وطننا*

الأثنين ١٧/يونيو ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى