جولة ميدانية لخبير اقتصادي تؤكد قدرة الإقتصاد السوداني على تجاوز محنة الحرب
بورتسودان: صوت السودان
بعد جولة ميدانية في عدد من المدن السودانية، أكد الخبير الإقتصادي الدكتور عادل عبد العزيز الفكي قدرة الإقتصاد السوداني على العمل بكفاءة رغم الحرب المشتعلة لمدة (14) شهرا
والتي كانت كفيلة بتدمير الاقتصاد السوداني وانهياره، مشيرا على ان الإقتصاد مازال صامدا وان قطاع الخدمات يعمل بصورة جيدة رغم مؤثرات الحرب.
وذكر الفكي في مقاله الذي كتبه ميدانياً ان التجارة الداخلية، وحركة النقل العابر للولايات، تنشط ويعمل الجهاز المصرفي من بورتسودان والمدن الكبرى بحيوية، وان العديد من الجامعات عاودت نشاطها وفتح كلياتها فضلا عن استمرار عمل محطات الكهرباء والمياه الرئيسة.
مشيرا إلى ان المستشفيات في المدن الكبرى تعمل وتصلها الامدادات الطبية، وكذا القطاع الزراعي.
وأضاف شاهدتُ العديد من الشاحنات الضخمة وهي تحمل القطن والفول والسمسم الى ميناء بورتسودان لتصديره للخارج،
وصومعة القضارف والعديد من المخازن الأخرى بها كميات هائلة من الذرة، وهناك مطالبة بفتح صادر الذرة للخارج مما ينفي حدوث مجاعة في السودان حسب التقارير الأممية التي لها أهداف أخرى.
واكد ان القطاع الصناعي فقد حوالي 80% من قيمته، لكن تبدو ملامح واشراقات جيدة من خلال استئناف بعض المصانع لأنشطتها من خلال إعادة التموضع في ولاية نهر النيل والولاية الشمالية والبحر والأحمر.
أما القطاع الفرعي الثاني في قطاع الصناعة، وهو قطاع التعدين، فإن نشاطه قد زاد بعد الحرب. وتشهد مناطق التعدين في الولاية الشمالية وولاية نهر النيل والبحر الأحمر نشاطاً هائلاً في تعدين الذهب والخدمات المصاحبة له من حركة لتناكر مياه الشرب، وشاحنات المواد الغذائية، والمواد البترولية وغيرها. قيمة هذا القطاع الفرعي هائلة جداً تتجاوز 2 مليار دولار.
وزارة المالية وبنك السودان استطاعا وفي ظروف الحرب إدارة الاقتصاد بمهنية واحترافية حققتا الحد الأدنى من الاستقرار الاقتصادي. استطاعت وزارة المالية إدارة الإيرادات الشحيحة لتغطية الاحتياجات الرئيسة والملحة.
واكد الفكي ان بنك السودان استطاع تلبية الاحتياج التمويلي لمتطلبات الحرب الهائلة وهو يمشي بحذر بين مطرقة التضخم وسندان سعر الصرف.
العديد من الباحثين الاقتصاديين أشاروا في ابحاثهم قبل الحرب أن الاقتصاد الخفي في السودان، وهو الاقتصاد الذي لا تحيط به أجهزة الحكومة القائمة، يبلغ أكثر من 50% من الاقتصاد الكلي. أثبتت الحرب أن النسبة أكبر من هذا بكثير وقد تتجاوز 75%.
بإذن الله جيشنا منتصر، وسوف نعاود السير في طريق النماء والتقدم.