صراع الموانئ السودانيه :
تكمن أهمية الموانئ البحرية السودانية في حركة النقل والتجارة الدولية التي تربط السودان بالعالم الخارجي بطول يبلغ ( 714 ) كيلو متر ، وتكتسب الموانئ السودانية بموقعها الإستراتيجي والجيوسياسي لما لها من مِيزة في التجارة البحرية وحركة السفن والملاحة .
قبل سقوط البشير إتجهت دولة الإمارات للموانئ السودانيه عبر شركة فلبينية تُدير نشاطها من إمارة دُبي وهي غِطاء لأطماع شركة موانئ دُبي نفسها صاحبة التجارب المريرة في موانئ البحر الأحمر قاطبة ؛ فألإمارات كانت تعلم جيداً بسمعتها السيئة في موانئ القرن الإفريقي أنَّ وجودها في موانئ السودان مستحيلاً لذلك دخلت تحت ظِلال الشركة الفلبينية حيث وجدت حكومة البشير غارقة في الضغوطات الإقتصادية وكان يجب أن يتم الإتفاق في مارس 2019 إلاّ أنّ الحكومة إستعجلت الأمر وقامت بتوقيع العقد بصورة مُريبة الأمر الذي جعل عُمال الموانئ يدخلون في إضراب أربك حكومة البشير المتهاوية حينها ومع ذلك الضغط إضطرت إلى تعليق الإتفاق الذي ينُص على منح الشركة تشغيل الميناء الجنوبي لمدة عشرين عاماً .
أطماع الإمارات في موانئ السودان :
في خِضم الأحداث المُتسارعة التي شهدتها البلاد وإبان الإطاحة بنظام المؤتمر الوطني وجدت الإمارات ضالتها وأصبحت سفارتها بالخرطوم تلعب دوراً خبيثاً للغاية لتحقيق مصالحها ساعدها على ذلك وزراء وسياسيين وأصبحت غاب قوسين أو أدنى في تحقيق أطماعها وأطماع المعسكر الغربي بقيادة أمريكا فحكومة أبو ظبي هي أداة فقط لتنفيذ ملامح السياسات العُليا للحلف الغربي .
ميناء أبو عمامه :
وسط تكتم شديد ودون خجل أو إستحياء جاء العرض مُقدماً من وزارة المالية والتخطيط الإقتصادي وهيئة موانئ أبوظبي ورجل الأعمال أسامة داؤود لتطوير وتشغيل وإدارة الميناء وإنشاء مشاريع زراعية وصناعية وطرق برية إلا أن هذه الصفقة تركت جدلاً واسعاً حتى داخل الحكومة نفسها ، فوجود تيار حميدتي في ذلك الوقت كان يتخذ موقفاً مؤيداً لإنشاء الميناء حيث تم عرض القيمة بستة مليارات دولار في ديسمبر 2022 ؛ ومع ذلك كان الرفض واسعاً من قِبل أبناء شرق السودان .
أطماع الإمارات :
تتخذ الإمارات موقفاً واضحاً لا لبس فيه يقضي بزعزعة إستقرار السودان والقضاء على عقيدة الجيش القتالية وتميكن حميدتي للسُلطة على أشلاء الجثث وتشريد السودانيين كل ذلك من أجل السيطرة على الموانئ إضافة إلى( الذهب والزراعة ) فما زالت تُقدّم الدعم العسكري لمليشيات الجنجويد على غرار ما فعلته في ليبيا لدعم حفتر ولكنها تناست أنَّ الشعب السوداني أصبح سداً منيعاً في خندق الجيش بإستثناء بعض المنتفعين والأرزقية الذين إشترتهم الإمارات لتنفيذ مُخططها لتدمير الدولة السودانيه .
فضح الإعلام الدولي ومنظمات الأمم المتحدة ووكالاتها المتفرّعة والمنظمات الإقليمية والمحلية كشفت الدور الذي تلعبه الإمارات في دعمها المُستمر بأكثر من 400 رحلة ، كل ذلك وأكثر من أجل نهب خيرات البلاد وتمكين حكومة تتبع لإبن زايد .
الصراع حول الموانئ السودانيه :
بعد السابع من أكتوبر 2023 وتضامناً مع الشعب الفلسطيني شنت قوات الحوثي هجوماً مُنظّماً على السُفن العالمية خاصةً الغربية التي تدعم الكيان الصُهيوني وكل الملاحة المتوجهة إلى فلسطين المُحتلة فأصبح الحوثي يُمثّل تهديداً أمنياً لحركة السُفن ، لذلك تكمن أهمية البحر الأحمر والموانئ السودانية على وجه الخصوص وهو ما يجعل التنافس كبيراً على المياه بقيادة روسيا القادمة بقوة والمعسكر الغربي الذي تُمثّله الإمارات .