الكتاب

صبري محمد علي: *وزير الخارجية.. ضبط المصنع يبدأ من هُنا*

خاص - صوت السودان

أعتقد أنه ليس هُناك

 فترة كالحة السواد

 ومرتبكة الخُطى

 ومُهانة الإرادة

ومجروحة السيادة

 في علاقتنا الخارجية كفترة (قحت) عموماً وفترة الوزير على الصادق تحديداً

منذ الإستقلال وحتى مُغادرة السيد علي الصادق الوزارة

بإعتبار أن فترة قحت الاولى والثانية (الحال من بعضو) والمغيبين كانوا كُثُر والمُجاهرة كانت على رؤوس الأشهاد بقداسة بعض السفارات والإعتراف بل والمطالبة بتحكمها في مصير بلدنا

وجعفر سفارات وسلك (حالة)

 *فلو لم تأتِ ….*

 *قرارات ٢٥ أكتوبر لما بقى لنا وطن نتجاذب أطراف ثوبه*

 فلك أن تتخيل عزيزي القارئ ….

ورشة عن تحديات الإعلام يعقدها وزير الإعلام يوم ذاك فيصل محمد صالح

و (بلا خجلة) داخل إحدى السفارات يتأبط سفيرها عن شماله !

وقس على ذلك من الهوان السياسي والدبلوماسي الذي أفضي الى

 *(الزغرودة الكارثة) ….!*

لوزيرة خارجتنا السيدة مريم الصادق داخل البلاط المصري في حضرة جلالة الرئيس السيسي !

 لم يكن الحال بأفضل مما كان عليه سابقاً عندما أندلع التمرد وإشتعلت الحرب

 *إختفى وزير الخارجية السيد على الصادق* ردحاً من الزمن فإضطر رئيس مجلس السيادة الى تعيين مبعوثاً خاصاً له هو السيد الوكيل آنذاك السفير دفع الله فأبلى بلاءاً حسناً قبل يُنقل هو في *ظروف (غامضة)* الى محطة خارجية

رغم التميز والحراك الذي أحدثه الرجل !

وهُنا أعود لفقرة مهمة جداً أوردها السفير عبد الله الازرق في مقال له بعنوان

*(كيف نجهض مؤامرات حامل القلم)*

 توصف الحال آنذاك فذكر ما نصه :—

*ولن يصُد السُودان عن الإلحاح بتلك المطالبة*

 *(ويقصد بها عدم حمل بريطانيا القلم عن ملف السودان)*

إلا أن تكون الأمارات لا زالت مؤثرة على صُنّاع قرارنا .

*ويتحدثون في الخارجية أنها كانت تفعل ذلك مع علي الصادق حتى في نقل سُفراء لسفارات*

(إنتهى كلام السفير عبد الله الأزرق)

حقيقة لا أعلم ….

 تحديداً بعد كم شهر من إندلاع الحرب ظهر الوزير على الصادق

 ولكنه ظهر !

 وجودُ كان كالعدم الى أن غادرها معفياً عنها .

قضاها مُرافقاً لرئيس مجلس السيادة في معظم زياراته الخارجية

وديعاً مُسالماً صامتاً

فإختفى الخطاب القوي للسودان

 زاد من الأمر سوءاً

 *الموت السريري* لوزارة الإعلام !

 فأصبح العبءُ ثقيلاً على الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة العميد الركن نبيل عبد الله يتحدث عما كان يجب أن يتحدثوا هُم عنه

الإغاثات ، الصحة ، الإغتصاب ، العمليات العسكرية اليومية المسرقات ، المحروقات….الخ

وهكذا ….

ظل الوزير على الصادق هو علي الصادق وجراهام هو جراهام

إلى ان …

 زأر بها عالية وصادحة مُساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر العطا !

فسرت في النفوس حالة من الإرتياح والإطمئنان ونال رضى الشعب

 وعندها فقط ….

(نطق) الرجلان على إستحياء عن الأمارات وعن الجيش و عن (الجنجويد) وعن الإستهداف بصوت لا يكاد يُبين

ولكن ظلت الخارجية كما هي باهته …

جزء من مبنى حكومي داخل مدينة بورتسودان

 وزيرٌ و طاقم يُعدون على أصابع اليدين

صحن فول

 وسمك وقهوة

 وملفات مُبعثرة وأفكار شاردة

وبعض أختام مُهاجرة

وصفوف للتوثيق

كتب الناس

صرخ الإعلاميون

تململ العوام

ياسارية الخارجية …!

يا سارية الخارجية …!

حتى أقال سارية عليٌ

في يوم مشهود

الوزير (المُكلف) الجديد حسين عوض القى بحجارة مُقدرة داخل البركة الساكنة

شكوي الأمارات لدى مجلس الأمن *كانت حجراً*

إستدعاء بعض الكفاءات من محطات خارجية لتولي ملفات مهمة

 *كان حجراً*

 الخطاب الوطني إزداد قوة و وضوحاً حرفاً و نُطقاً

 *كان حجراً*

 حدود وخطوط ومماثلة لقاءآت المسؤولين بالخارجية مع رصفائهم من الدول الأخرى *كانت حجراً مُهماً*

بعد أن كان زائر السودان يبدأ برئيس الجمهورية وينتهي ب (عوضية سمك)

وكباية (شاهي)

و (تي شيرت)

 على ضفاف النيل

 مُنتهى الطيبة

والسذاجة الزائدة والإستباحة

نعم الوزير حسين بدأ بثبات

 و ينتظره الكثير

 وتلك درجة من التعافي

  ننتظر ما بعدها .

معالي الوزير …..

ننظر لما تقومون به من جهد بإعجاب وتقدير كبيرين

وزارتكم يا سيدي مُكدّسة بالكفاءآت القُدامى منهم أو الذين تم فصلهم تعسفياً وأعادهم القضاء فهؤلاء يجب الإستفادة من خبراتهم وتجاربهم

 ويجب أن لا يطول جلوسهم على (نصف) الكراسي .

علاقاتنا الخارجية نعم هي تُعاني من داء الدبلوماسية الرئاسية مؤقتاً

 ولكن …

 قليل من (قوة الرأس) مطلوبة

منكم و ستفيد الوطن كثيراً

تفعيل الهيكلة والمهام أمام ضيوف البلاد و وضع الكل داخل مهامه الحقيقية وبما لا يتنافى مع

إتفاقية (فِينْا) للعمل الدبلوماسي ١٩٦١م*

أمر سيعيد كثيراً من هيبتنا المسلوبة

اللوائح المُنظمة للعمل الدبلوماسي ولعل آخرها لآئحة (١٩٩٨) على ما أذكر وما أشارت إليه بكل وضوح حول وضعية مُزدوجي الجنسيات أو المتزوج بغير سودانية

 فهذه الثغرات يا سيدي …

 أصابها من الإختراق و التعطيل ما أصابها

 وتحتاج منكم لوقفة ومُراجعة جادة .

معالي الوزير ….

وزارة الخارجية تعني سيادة الدولة

لا مقهيً يجتمع بداخله الأصدقاء ثم ينصرفوا بإنتهاء الدوام

فأبدوا بما يُشرف الوطن

الموقف القوي

والمبنى اللائق

والكلمة (النجيضة)

فشعبكم

 شعب عفيف قوي

 عزيز لا يرضى الإنكسار

فسيروا وعينُ الله ترعاكم

*الثلاثاء ٧/مايو ٢٠٢٤م*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى