بيان بمناسبة مرور عام على الحرب
الى جماهير شعبنا السوداني الصابر
مرَّ عام كامل على اندلاع الحرب العبثية التي قضت على الاخضر واليابس وشردت اهل البلاد في اكبر حالة نزوح في العالم ودمَّرت البنية التحتية للدولة
فضلاََ عن القتل خارج مظلة القانون والانتهاكات لحقوق الانسان والسرقة والنهب التي تعرض لها المواطنون المدنيون بعد فقدانهم المأوى والامان فاصبح اكثر من عشرة ملايين سوداني هائما على وجهه في مصير مجهول
اننا في حزب مؤتمر البجا المعارض ومنذ بداية النضال كان نهجنا معلنا وبلا مواربه وقد اعلنا ذلك ونحن نؤسس مع الآخرين نداء السودان باننا ضد رفع البندقية لحل اي خلاف او تحقيق اي امتياز سواء كان ذلك في السودان او في اي مكان في العالم ، وان الحل يجب ان يكون دائما سلميأََ وعبر الحوار لا السلاح
واكدنا هذا المبدأ ونحن نؤسس مع رفاقنا الجبهة الثورية ، والتزمناه في مفاوضاتنا في منبر جوبا حتى توقيع السلام ، ثم اكدناه مرةََ اخرى ونحن نؤسس لقوى الحرية والتغيير في اطارها الاوسع بعد توقيع السلام ،
وبهذا المبدأ رفضنا مع بقية دعاة السلام بالحوار ونبذ القوة الانقلاب الذي تم على حكومة الثورة المدنية في ٢٥ اكتوبر بدفع من الفلول لاعاقة مسيرة التحول المدني الديمقراطي وسعينا مع قوى الثورة الحرة الى افشال مخطط الفلول الساعين الى زرع الفتنة بين المكونين العسكريين لقطع الطريق امام قوى الثورة من تصحيح المسار ،
وقد حزرنا من ذلك وبذلنا كل الجهود مع رفاقنا حتى اثمرت الاتفاق الاطاري والذي كان افضل مخرج من الازمه السياسية وقد شكل مدخلا للخروج من ازمة الانقلاب والعودة الى مسار التحول المدني الديمقراطي ولكن الفلول ماكانوا ليسمحوا بانفاذه فاشعلوا نار هذه الحرب العبثية لقطع الطريق على الاتفاق الاطاري
وبعد حربهم اللعينة هذه كنا من مؤسسى الجبهة المدنية العريضه ( تقدم ) فادنا الحرب ومشعليها واعلنا موقفا حياديا واضحا بين طرفي الحرب وسعينا مع الآخرين داخليا واقليميا ودوليا الى ايقافها فورا واللجوء الى الحلول السلمية عبر الحوار وليس البندقية
اننا في مؤتمر البجا المعارض وبعد مرور عام على الحرب نؤكد مرة اخرى على مبادئنا الواضحه وهي :
* رفضنا وادانتنا للحرب القائمة ولكل اقتتال من اجل حسم خلاف او تحقيق مكاسب وامتيازات وندعو الى ايقافها فورا وبلا شروط ، وان يتم حسم الخلافات عبر السلمية والحوار كطريق اوحد لا بديل له
* ندين كل الانتهاكات التي تمت من طرفي الحرب وندعو الى لجنة تحقيق دولية تحت اشراف حقوق الانسان للتحقيق في ذلك وتقديم المتورطين الى سوح العدالة
* ندين كل مظاهر التجييش للشعب من خلال معسكرات المستنفرين في الداخل او الخارج لان ذلك سيؤدي الى بروز مليشيات اخرى خارج مظلة القانون ستطيل امد الحرب وتوسع دائرتها وتنقلها الى دائرة الاقتتال الاهلى وتصفية الحسابات الشخصية
* ندين التخريب الذي طال نظام العدالة سابقا وعاد الفلول يمارسونه مرة اخرى باخضاع اجهزة العدالة لاهوائهم ولاغراضهم الحزبية واكبر دليل على ذلك البلاغات الكيدية التي تم توجيهها الى قيادة تقدم بمن فيهم رئيس الحزب
* ندعو كافة شرفاء الوطن الى الاصطفاف مع تنسيقة القوى الديمقراطية المدنية ( تقدم ) من اجل ايقاف الحرب وبناء السلام من اجل سودان المستقبل الذي يؤسس فيه جيشا وطنيا مهنيا لانهاء مظاهر تعدد الجيوش حسب مخرجات الترتيبات الامنية التي اقرتها اتفاقية سلام جوبا
* وان يبنى جيش الوطن على عقيدة مهنية جديده تخرجه من ملفات السياسة والاقتصاد وتحصره في المهمة المتعارف عليها للجيوش في العالم
* اننا ندعو بعد هزيمة الحرب والانقلاب الى انهاء مظاهر الاحتراب بالسعي الجاد لانتاج دستور مدني دائم يعاد بناء الدولة الجديدة على اساسه ، دولة الحرية والسلام والعدالة ، وان يشار فيه الى اعتماد الحكم الفدرالي كامثل نظام حكم يردم هوة الغبن المتراكم منذ الاستقلال ويزيل التهميش ويشرك الجميع في السلطة بمعايير المواطنة والكفاءة والتأهيل ويمكِّن الاقاليم من استغلال مواردها في للتنمية وازالة التهميش
في ذكرى الحرب الأليمة ندعو المجتمع الدولي للاطلاع بدوره في مد يد العون للنازحين والمهجرين من دبارهم داخل وخارج الوطن خاصة ان الموت بسبب نقص الغذاء والدواء وسط النازحين اصبح اكبر من الموت بسبب الحرب وان السودان على شفير المجاعة بعد فشل الموسم الزراعي السابق والخطر يهدد العام الزراعي الحالي
المجد والخلود للشهداء الابرار
لا للحرب ويجب ان تقف
———————–
عبدالرحمن شنقب
الامين السياسي لمؤتمر البجا المعارض
الاثنين ١٥ ابريل ٢٠٢٤م
| 15 أبريل 2024 |
