تقرير يوثق مقتل وإصابة 595 مواطن في الجزيرة
متابعات- صوت السودان
كشف محامو الطوارئ في تقرير عن أن 248 مدنيا قتلوا وجرح 347 آخرين في هجمات لمليشيا الدعم السريع، على مدن وقرى ولاية الجزيرة وسط السودان منذ بدء الحرب في 15 أبريل 2023 وحتى مارس الحالي.
ووثقت في تقرير عن الانتهاكات، حالات قتل خارج نطاق القانون وإطلاق نار عشوائي على تجمعات المدنيين بشكل مفصل، وأكد التقرير أن جميع هذه الحوادث وقعت على مدنيين في مناطق خالية من المظاهر العسكرية.
وبحسب التقرير أن مليشيا الدعم السريع مسؤولة عن انتهاكات وقعت في 156 منطقة بينما قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني 36 منطقة بالولاية، وأكد التقرير أنه نتيجة للهجمات العنيفة التي شنتها قوات الدعم السريع شهدت قرى ومدن ولاية الجزيرة حالات نزوح وتهجير قسري بسبب خوف السكان من الوقوع كضحايا لأعمال العنف، حيث نزح مئات الآلاف إلى ولايات سنار والنيل الأبيض أو باتجاه الولايات الشمالية والشرقية.
وحوى التقرير الانتهاكات في شمال ولاية الجزيرة حيث سيطرت مليشيا الدعم السريع على عدة مناطق في محلية الكاملين المتاخمة للعاصمة الخرطوم مع بداية الحرب فضلا عن جرائم ارتكبت بعد استيلاء الدعم السريع على عاصمة ولاية الجزيرة ود مدني في ديسمبر الفائت وتمدد قواته حتى تخوم ولاية سنار جنوبا.
ورصد التقرير حالات عنف مركزة بهدف تهجير الأهالي من قراهم، كما حدث في قرية الشريف مختار بمحلية جنوب الجزيرة في فبراير، وفي قرية تنوب في 25 فبراير حيث اضطر المدنيون للنزوح الجماعي طلباً للحماية، وشملت هذه الأعمال قرى أبو طليح وفطيس وريفي المسلمية (ود ساوي وشبرا والخوجلاب والجبيلية) وقرى التكينة وأبو عشر وكمبو حاج قرشي والعتامنة وجوادة وود جليد والفوار وشبيراب الخوالدة على سبيل المثال فقط.
وبحسب مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فر ما لا يقل عن 250 ألف شخص مؤخرا من ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني التي كانت ملاذاً لحوالي نصف مليون شخص.
وأوصى التقرير بحزمة مطلوبات من أطراف القتال ودعا قوات الدعم السريع إلى التوقف فورا عن اقتحام القرى التي لا يوجد بها أهداف عسكرية وعن التعدي على المدنيين العزل من سكان هذه القري.
وطالب مليشيا الدعم السريع بالقبض والتحفظ على مرتكبي هذه الجرائم والإفصاح عنهم وتحديد هوياتهم جميعا للرأي العام والاستعداد لتسليمهم مستقبلا للجهات العدلية المعنية بمعالجة انتهاكات النزاع المسلح وإطلاق سراح جميع المدنيين المعتقلين في جميع مراكز الاعتقال بالولاية، والتوقف عن تهجير السكان من قراهم.
كما ناشد التقرير القوات المسلحة السودانية للتوقف عن عمليات القصف الجوي العشوائي والتي لا تميز بين الأهداف المدنية والعسكرية وعدم تعريض المدنيين في القرى المجاورة لمدينة المناقل للخطر والأعمال الانتقامية وتحويل قراهم لأهداف عسكرية.
وطلب من الجيش أيضا عدم إعاقة وصول المساعدات الانسانية لمدن وقرى الولاية، كما أوصى التقرير طرفي الحرب بالاستعداد للتعاون مع بعثة تقصي الحقائق حول الانتهاكات الجسيمة التي ارتكباها بحق المدنيين.
وطلب من المجتمع الدولي العمل سريعا وبشكل فعّال لضمان عدم تعطيل وصول المساعدات الإنسانية من قبل الطرفين.
وحث أطراف النزاع على اتخاذ إجراءات فعالة لحماية حقوق الإنسان لجميع المواطنين بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف لحماية المدنيين في وقت الحرب واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل وغيرها من الاتفاقيات المتعلقة بالحماية الإنسانية وحقوق الإنسان والالتزام بها وتنفيذها بشكل كامل وفعال.