عبدالماجد عبدالحميد يكتب.. المليشيا ذراع لئيم لمخابرات دول أكثر لؤماً
• أخيراً صار الهمس جهراً .. مليشيا التمرد فرضت وتفرض سيطرتها علي المواقع الاستراتيجية لشركات الاتصالات بالسودان .. ليس هذا وحسب ، مليشيا التمرد تقوم بالقوة بفرض سياسة الأمر الواقع حيث تتحكم في تشغيل شبكات الاتصالات أو حجبها وفقاً لحالتها المزاجية وهذا عين ما يحدث الآن وحدث قبل فترة وسيحدث مستقبلاً ..
• مما علمته من مصادر مأذونة داخل شركات الاتصالات أنها تخضع منذ بداية الحرب لسياسة الأمر الواقع وذلك بتنسيقها مع مليشيا التمرد لتسمح لها بنقل الوقود للمحطات البعيدة والعمل علي صيانة الأعطال التي تقع في مناطق تحتلها مليشيا التمرد .. وليس سراً أنّ عدداً من الموظفين والفنيين بشركات الاتصالات هذه يخاطرون بحياتهم ويعملون في ظروف غاية في التعقيد والخطورة ..
• المزاجية تحكم سلوك مليشيا التمرد في تعاملها مع الثروة القومية التي تحتلها .. فهي تقرر فجأة أن تقطع خدمة الاتصال عن هذه الولاية أو تلك دون تعليل لسلوكها الإجرامي هذا والذي يضر بمصالح ملايين السودانيين لا ذنب لهم سوي أن مليشيا التمرد كانت مؤتمنة علي حماية وتأمين هذه المواقع وخانت الأمانة كما خانت مواقع أخري كثيرة داخل ولاية الخرطوم .
• تتذرع مليشيا التمرد في تصرفها هذا بأن الجيش السوداني يتعمّد تعطيل خدمة الاتصالات بولايات دارفور الكبرى وهي حجة واهية لأن ولايات دارفور تعيش أزمات متلاحقة منذ أن حلّت بها لعنة مليشيا التمرد السريع ..
• حتي لا تطول مأساة السودانيين مع التخريب الذي بدأته مليشيا التمرد في قطاع الاتصالات فإن التفكير في مخارج من الأزمة هي الخيار الأرجح وإن كانت كلفته غالية ومكلفة لكنه الخيار الصعب حتي لا يكون السودان كله رهيناً لهمجية مليشيا ثبت فعلاً وقولاً أنها ذراع لئيم لمخابرات دول أكثر لؤماً تجاه السودان وشعبه ..