الكتاب

الأستراليون الجدد … فماذا عن القدامى ؟

صبري محمد علي (العيكورة)

جميل ان تصحو السلطات من نومها العميق و تنفض الغبار عن ملف جرائم المعلوماتية الموجهة ضد الدولة … وجميل ان ترحّل ناشطاً سودانياً يحمل الجنسية الاسترالية وانا اقول (خامل سوداني) باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه .

 و السوداني الاسترالي  طالب بوضع السودان تحت البند (السابع) و رئيس تحرير صحيفة مثير للجدل ايضاً طالب بذلك !

 واظن مافى استرالي احسن من استرالي آخر

فادرسوا (ظاهرة الاسترلا) من الان فصاعداً .

نحيي القرار الشجاع لمجلس السيادة لشركات الاتصالات لايقاف ارقام الهواتف غير المسجلة رسمياً بالرقم الوطني والا …. فالاجراءات القانونية ستطالها .

نعم الخطوة جاءت متأخرة ولكن حسناً انها اتت وبرأيي هى اولى عتبات التعافي فى ان يضبط الهواء الاسفيري وان تفعل بل وتشرع قوانين اخرى جديدة رادعة ضد كل من يحرض او يتآمر ضد الوطن او يسعى للفتنة بين الناس او يروج لاذكاء روح العنصرية والجهوية بين ابناء الوطن الواحد .

واعتقد بعد هذه الخطوة الشجاعة فقريباً ستتمايز الصفوف اكثر وستتضح الرؤية بجلاء وسيتبين الناس من هم الذين يكتبون فى الهواء الطلق وتحت الاضواء ومن ينزوون تحت البطانيات يبثون سمومهم ويحرضون ضد الوطن وهدمه .

 وعلى نشطاء (الميديا) والصحفيين وكتاب الرأي والاعمدة والاعلاميين عموماً ان يتقوا الله فى وطنهم واهليهم فكفانا اشعالاً للحرائق وكفانا غباءً وبؤساً واحتراباً ونحن ليس بمقدورنا ان نصنع (ابرة) .

 جلنا عطالة وسماسرة و ممتهني سياسة وكلام . حتى تركنا الانتاج بمحض ارادتنا المسلوبة من حيث لا نعلم حتى اصبحنا نتكفف منظمات الاغاثة .

الوطن ايها الاغبياء لا يعني الحكومة !

 فمتى نستوعب هذه الحقيقة اين التفكير الجمعي الذى يجمعنا ؟ لا يوجد للاسف!

 اين قداسة الارض وحرمة المياه التى يجب ان نموت من اجلها !

لا شيء يجمعنا للاسف .

المصري اذا صاح (تحيا مصر) هتفت خلفه مصر كلها . فما الهتاف الذى يجمع السودانيين ؟

مترادفات من الاحباط واليأس ..

 البلد دى ما نافعة !

 بالله دى بلد يقعدوا فيها ؟ منعول ابوك يا بلد !

متى نتخلص من هذه السلبيات والانهزام النفسي الذى يسيطر على تفكيرنا ؟

متى نستوعب ان الوطن هو الارض والماء والسماء والزرع والضرع والاهل والعشيرة وانا وانت واخى  واخوك .

 متى نستوعب ان قطعة الارض التى نعيش فيها ان احترقت اصبحنا لاجئي معسكرات نلتحف ونستظل باسوار الاخرين اطعمونا او منعونا !

متى نستوعب ان هذا الوطن ليس ملكاً لحزب او لرئيس حكومة او لقداسة سجادة او لاحفاد تاريخ مضى !

 متى نستوعب ان الوطن هو المبادئ والقيم والشهامة والرجولة وصون العرض وحفظ الحرث والنسل .

 متى نستوعب ان الاستقواء بالاجنبي هو اول منازل الفناء وذهاب الاوطان !

متى نستوعب ان من بيننا العملاء والمأجورين وعبدة الدولار وتجار الاوطان فان مسكنا على ايديهم بقى لنا الوطن وإن تركناهم يعبثون ضاع وضعنا .

 متى نستوعب ان الدولة (اى دولة) من مقوماتها القوة والبأس والحزم وعدم التراخى ودونها فلن تكون هنالك دولة .

قبل ما أنسى :—

 ما اكثر (الأستراليون) بهذا البلد

فتتبعوا حالة (الاسترلا) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى