تفجّر الأوضاع داخل قبيلة المسيرية
رصد- صوت السودان
تتجه الأوضاع داخل قبيلة المسيرية ثاني أكبر الإثنيات التي ينتمي إليها جنود وضباط قوات الدعم السريع إلى مزيد من الانقسامات بسبب التباين الكبير الذي ظهر إلى العلن بين قادتها حيال الحرب الدائرة في السودان.
وبلغت الأزمة ذروتها خلال الشهرين الماضيين، عقب توسع قوات الدعم السريع الى مناطق جديدة في إقليمي دارفور، وكردفان وإبعاد الجيش عن تلك المواقع.
ورفض عدد من رموز إثنية المسيرية خطط الدعم السريع التوسعية، برغم انخراط اعداد كبيرة من أبناء القبيلة في صفوف القوات.
وقال قيادي بارز في القبيلة لـ “سودان تربيون” إن ” هناك رأي لا يمكن تجاوزه رافض بشكل أساسي سيطرة الدعم السريع على مناطق ديار المسيرية بولاية غرب كردفان.. الإدارة الأهلية قادت خلال تلك الفترة مفاوضات مكثفة بين طرفي النزاع من أجل حفظ الأمن والاستقرار ومنع وقوع مواجهات عسكرية بين الطرفين”.
واستدرك بالقول “قوات الدعم السريع، ماتزال تصر على نقل الحرب لديار القبيلة والسيطرة على قيادة الفرقة 22 بابنوسة بعد أن بسطت سيطرتها على حامية المجلد”.
وبرر القيادي الأهلي رفضهم منح السلطة المطلقة مليشيا الدعم السريع بمناطقهم بسبب سجلها الاجرامي وارتكابها لجرائم وانتهاكات واسعة تطال المدنيين في كل المناطق التي تسيطر عليها.
وفي التاسع من يناير الجاري، أعلن فرع المسيرية “الفلايتة”، التي يقودها الناظر عبد المنعم الشوين انحيازهم ودعمهم لقوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش، لكن الخطوة وجدت معارضة شديدة واحتجاجات من قيادات بارزة وهددت قوات الدعم السريع حال اقتحامه الفولة عاصمة الولاية ومنطقة بابنوسة التي تحتضن الفرقة 22 مشاة.
وقال علي إسماعيل وهو منسق سابق لقوات الدفاع الشعبي في مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع متحدثاً أمام ناظر “الفلايتة” عبد المنعم الشوين إن إعلان ناظر وعمد “الفلايتة” دعمهم وتأييدهم لقوات الدعم السريع “غير مقبول”.
وأكد رفضهم القاطع لقرار دعم قوات الدعم السريع وأضاف “هذا القرار لا يمثل المجتمع ولذلك نعلن مقاطعتنا للإدارة الأهلية ونحملها مسؤولية أي دماء تسيل في هذه المناطق”.
وتابع “نحن لا نتبع للإدارة الأهلية وحال دخول مليشيا الدعم السريع سنواجهها”، ومازال الجيش السوداني، يحتفظ بوجوده في عدد من ولاية غرب كردفان بما في ذلك مدن الفولة، وبابنوسة.
إلى ذلك نفى القيادي في إثنية المسيرية والبرلماني السابق صالح جمعة لـ “سودان تربيون” وجود أي خلافات داخل قبيلة المسيرية حيال الحرب الدائرة الآن.
ورأى بأن المجموعات التي تعترض على دعم القبيلة لقوات الدعم السريع هي مجموعات تابعة لحزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية يقودها منسق الدفاع الشعبي السابق علي إسماعيل.
وشدد على أنها مجموعات صغيرة، لا يمكن أن تؤثر اصواتها على وحدة وتماسك القبيلة – طبقا لقوله.
وأوضح جمعة أن مليشيا الدعم السريع ستسيطر خلال الفترة القليلة المقبلة على قيادة الفرقة 22 مشاة، كما ستعتقل كل رموز وقيادات حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية وتقدمهم لمحاكمات بسبب تورطهم في إشعال الفتنة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
كما أشار الى أن دعم القبيلة لقوات الدعم السريع، جاء كرغبة من أبناء الإثنية بعد أن شارك أغلب شبابها في الحرب الدائرة الآن.
وتحدث عن فقدان المسيرية لعدد كبير من ابنائها في الحرب الدائرة بالخرطوم، علاوة على استهدافهم بشكل عنصري من الجيش السوداني داخل مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان وعلى طريق “الأبيض- بارا”.
وأشار الى أن الإدارة الأهلية ظلت طوال تسع أشهر تتخذ موقفا محايدا تجاه الحرب، بعد أن وضعت شروط بينها ألا يهاجم الجيش ديار المسيرية مع الالتزام بمحاربة الظواهر السالبة الا أنه عاد وقال ” الجيش خالف الاتفاق وقتل الشباب في مدن الفولة وبليلة والمجلد وبابنوسة وغيرها وهو ما قاد إلى إعلان تأييدهم لقوات الدعم السريع “.