الكتاب

ما وراء الخبر- محمد وداعة- حمدوك .. يا خسارة

حمدوك كان مرشح الامارات لرئاسة حكومة الثورة ، ومعلوم دورها فى اقناع قيادات الحرية و التغيير بطريقة او بأخرى
رئيس حزب كان مرشحآ لرئاسة الوزارة كان يقود الاتصالات لترشيح حمدوك بدلآ عنه ، بوعد ان يكون وزيرآ للخارجية
حكومة المحاصصة الحزبية بعض وزراءها يمثلون جهات اجنبية و بعضهم ممثلين لرجال الاعمال
ياسر عرمان فضح حقيقة الاتفاق على خروج مليشيا الدعم السريع من بيوت المواطنين و اعتبره مزايدة ،
رحم الله فنان السودان محمد وردى ، كتب و غنى ( خاف من الله )، و كان احيانآ يغنى يا خسارة حبى ليك ، او يا خسارة تعبى فيك ، الاغنية لوحة فنية محتشدة بالحزن من جحود ( المحبوب ) ، و المقصود فى حالة حمدوك تنكره و عدم اكتراثه لاراء عدد كبير من اصدقائه و مستشاريه السابقين و انخراطه بدون ( تابلت ) فى لقاء قائد المليشيا المتمردة فى اديس و التوقيع باسم تقدم على اعلان سياسيى و خارطة طريق مع المتمردين ،
مع الاسف ، و لا شك فان حمدوك ارتكب خطأ كبيرآ ، ليس فقط لجهة فقدان دورآ مرجوآ فى حل الازمة ، و ليس لأن توقيعه على اعلان اديس قد عقدها ، و ليس لأن حمدوك ارتضى لنفسه دور (محلل ) طلاق الثلاث فحسب ، بل لأن حمدوك الذى ابدى امتعاضه من الحرية و التغيير و طريقة عملها فى وقت سابق ، يدرك تمامآ انه (مستغل) من هذه المجموعة ومن جهات اقليمية و دولية ، و هو يعلم ان حميدتى لا عهد له و لا شرف ، و بالرغم من ان حمدوك بدا غير مقتنع بالدور الذى اوكل اليه ، وانه يؤدى دورآ مسيئآ له وهو يعلم ان الشعب السودانى لن يغفر له مصافحته وجلوسه الى جوار حميدتى ،
هذا التوقيع وضع حمدوك و صحبه فى ( تقدم ) و الحرية و التغييرفى خانة العداء للشعب بذرائع يعلمون ان الشعب السودانى لم يعد يحفل بها ، الشعب السودانى تعرض لاكبر عملية نزوح و تهجير فى التاريخ ، نهبت امواله و احتلت بيوته و اغتصبت حرائره ، و قتل على اساس الهوية ، و لم يكترث اتفاق الذلة و الخنوع بذلك ، بل برر انصار حمدوك فى تقدم و الحرية و التغيير هذه الانتهاكات و الجرائم ، و استمرار اتخاذ الشعب رهينة على اعتبار ان موضوع خروج مليشيا الدعم السريع من بيوت المواطنين مزايدة ،كما قال ياسر عرمان ، و البعض اعتبرها من قضايا التفاوض لاجل ايقاف الحرب ،
رغم اختلاف الكثيرين مع حمدوك و انتقادهم لطريقة ادارته لحكومة الفترة الانتقالية ، الا انه كان محترمآ فيهم ، ووجد حمدوك من الشعب السودانى تفويضآ ، لم يجده احدآ قبله ممن تقلدوا منصب رئيس الوزراء ، الرجل ركل كل هذا خلفه و بدا ضعيفآ مضطربآ و تنازل عن كل هذا الارث فى لحظات ، وكثيرون اصابتهم الحيرة من هذا المسلك الغريب ، حمدوك لم يكن لديه الخيار ، فهو اسير للجهات التى اتت به لرئاسة الوزراء ، كثيرون يعلمون ان حمدوك كان مرشح الامارات لرئاسة حكومة الثورة ، وانها عملت على اقناع قيادات فى الحرية و التغيير بطريقة او بأخرى ، رئيس حزب كان مرشحآ لرئاسة الوزارة كان يقود الاتصالات لترشيح حمدوك بدلآ عنه ، بعد وعده ان يكون وزيرآ للخارجية ، الحقيقة ان حمدوك حاول ان يكون رئيسآ لكل السودانيين فى البداية ، و لكنه لم يصمد فى وجه التآمر و بالذات من الحرية و التغيير حتى بعد ان استجاب لضغوطها وعين حكومة محاصصة حزبية بعض وزراءها يمثلون جهات اجنبية و بعضهم ممثلين لرجال الاعمال ، الرجل كان يعمل تحت وطأة حمولة كبيرة ، التماس حمدوك ارضاء الامارات كانت من اكبر اخطائه ، الرجل لا يزال اسيرآ لتلك الاجندة الخبيثة ، ليته يخرج من هذا المستنقع،
10 يناير 2024م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى