سهير عبدالرحيم تغرد

سهير عبدالرحيم تغرِّد: إلى صديقي البريطاني الأمير تشارلز

 

يوم 1/1/2024 أول أمس يصادف الذكرى ال68 لحريتنا منكم و استقلالنا عن التاج البريطاني، 68 عاماً مضت تقلبنا فيها بين حكومات منتخبة وأخرى انتقالية وثالثة إنقلابية ، شاهدنا حكماً مدنياً بدعم عسكري و حكماً عسكرياً بإيعاز مدني وجميعهم فشلوا .

ذقنا الأمرَّين طوال العقود الماضية ما بين عباءة الختمية وعمامة الأمة وبوت العسكر و عصا الإسلاميين و غليون الشيوعيين ، والمضحك المبكي فشلهم جميعهم بلا استثناء …لم ينجح أحد

صديقي تشارلز

هل تصدق لو قلت لك إن الذي نبتهج كل عام برفعه لراية الاستقلال وجعلنا منه أيقونةً تاريخية وذكرى مقدسة لا تقبل النقد هو أيضاً قد سقى ورعى بذرتكم في فصل الجنوب ، إنه الأزهري الذي عمِد إلى إبعاد الجنوبيين عن الوظائف ، فكان يعمِّق و يوسٍّع الهُوَّة ، ثم وقع في فخ الطائفية فغرق في تفاصيل الخلافات الحزبية حتى قامت مجموعة من الضباط بمحاولة الانقلاب عليه؛ فشلت تلك المحاولة التي كان يتزعمها ضابط حربي اسمه إسماعيل كبيدة.

هل تصدق أن هذا الحدث كان عقب استقلالنا منكم فقط ب سنة وستة شهور فقط…!! ، نعم فشل ذلك الانقلاب ولكن هذا لم يمنع نجاح انقلاب آخر بعده ب 17 شهراً بسبب التدهور الاقتصادي الكبير و ضمور العملة الوطنية وصراع الحزبين الكبيرين (ناس العمة والقفطان ) الحكيت ليك عنهم.

وهؤلاء صدِّق أو لا تصدِّق عزيزي ستتواصل قصتهم معنا حتى يومنا هذا …!!!ليس لشيء سوى مجموعة من الخرافات والخزعبلات حول مهدي منتظر وآخر يدَّعي نسبه الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم و مجموعة من المغفلين والسذُّج والبسطاء يصفقون لهذا وذاك .

ليس ذلك فحسب بل استمر هذا التصفيق للآباء و الأبناء والاحفاد والأصهار أيضاً ، إنها مشكلة أزلية صديقي؛ متلازمتا الجهل والخرافة .

أعقب كل ذلك انقلاب قاده فريقٌ يُدعى إبراهيم عبود أطاح بالأزهري وحكم قرابة الستة أعوام كانت أبرز إنجازاته أنه أغرق مدينة بالكامل بأهلها ومتاجرها ومآذنها وحضارتها و آثارها التي تعود الى ما قبل الميلاد ، و عشرين ألف شجرة نخيل تحمل تمراً فوق هامتها ، والكثير من المواشي والحدائق والذكريات والأحاجي والقصائد والأحلام الخضراء.

إنها حلفا القديمة التي غادرتم بلادنا و هي سودانية فأغرقها الجنرال عبود و أهدى بحيرة السد العالي للمصريين فتنعمت مصر؛ كهرباءً وريَّاً و تنميةً وغرق السودان في ظلام وعطش وفقر.

ليس ذلك فحسب بل زاد عبود كيلَ بعير و أغمض عينيه عن قطعة أرض تعادل مساحة دولة البحرين اسمها نتوء وادي حلفا.

لاحقاً اقتلعته ثورة اسمها أكتوبر وهي واحدة من عدة ثورات انتظمت بلادنا كانت تقتلع أحمد لتأتي بحاج أحمد .

عزيزي تشارلز

أنتظر بقية مكتوبي في رسالة أخرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى