منوعات

حسين شندي ينعي.. “ده ماقدر الله جانا عديل يا محمد ميرغني”

قبل ان نضمد جراحنا عقب رحيل القامة الفنية والرمز الوطني الشامخ الفنان العظيم محمد الأمين ، ها هو جرحنا ينفتق سريعاً وترحل قامةٌ أخرى اذ نعى الناعي صباح اليوم استاذنا وعزيزنا واحد ملهمينا في العلم والفن وزمالة التدريس.

إرتحل اليوم وفي مدينة ودمدني وفي هذه الظروف القاسية والمؤلمة محمد ميرغني الممتلئ بالفن والصفاء والنقاء وحضور البديهة وسعة الصدر.

كان محمد ميرغني معلماً وعلماً في كل شيء.

محمد ميرغني البحراوي القُح كان رياضياً مطبوعاً وعلم من اعلام نادي التحرير على نطاق بحري ، لكنه كان هلالابياً على السكين يطَرب بفن الهلال كما يُطربنا بفن الغناء، يشجع المبدعين ويحفزهم بقدرما إستطاع.

لم يتوقف نشاطه على الرياضة والغناء فقد دخل السياسة من أوسع أبوابها،  وكان عضواً في المجلس الوطني.

شارك بالغناء مع  مع الهرم الفني محمد وردي في نشيده الأشهر ( ياحارسنا وفارسنا) على أيام مايو الأول فأجاد وأبدع وامتع، تعرض لأزمات صحية كثيرة حتى في حنجرته وكان كلما خرج من هذه الازمات عاد اكثر قوةً وألقاً.

فقدك يامحمد مؤلم( والجاني من موتك وصفوا بصعب ياجميل

وسوف تظل  ذكراك هي الكلام في صحوتي او حتى في عز المنام)

واعتذر عن التصرف في القصيدة.

وعقب انتفاضة مارس ابريل صدح محمد ميرغني برائعة الخالد عثمان خالد والتي تحولت الى قوة دفع ثورية للسودانيين

لا هماك وعيد * لا خشيت الزمن

يا شعبا غناه * نفديك يا وطن

تسلم يا وطن

 

كاتب احلى سيرة * وهادر في المسيرة

خاتي المهدي قدوة*** وصادح بمهيرة

عرقك كابي ينزف*** ممزوج بالغبار

مديك فال وهيبة*** ذي كسوة ضريرة

وانت تموج وتهتف !!!!

نفديك يا وطن ** تسلم يا وطن

لو اكتفى محمد ميرغني بهذه الملحمة والتي صاغها لحناً أستاذنا أنس العاقب لكفاه.

لكنه غاص بنا في بحور الحب والهيام.

رحيلك يامحمد ميرغني جعلني كما ذكرت ( لا الصابر انا ولا الباكي) وهذا وضعٌ  يصعب عليّ بعد فراقك أستاذي الجليل.

المكلوم حسين شندي

زر الذهاب إلى الأعلى