منوعات

حسين شندي ينعي الباشكاتب.. دوبا حليل ابوي يامحمد الأمين

 

حقاً كنت معلماً ومُعلِمنا لنا نحن تلاميذك في مجال الغناء ، ونحن عشاقك والهائمين بذوقك وفنك وأدبك وقامتك الشاهقة، وصوتك الجهوري وحضورك الطاغي وألحانك التي لامثيل وتفردك عازفاً للعود وناطقاً للحروف وملحناً لها، وأدبك الجم وشخصيتك الوديعة الهادئه وكل ذلك بذكاء حاد وأنت تلتقط بأُذن رادارية كلما يدور حولك، وسخريةٌ من كل شيء وعلى كل شيء.
وفي يوم الاحد جانا الخبر وإنشاع لتبكيك الخلوق بأغزر الدماع،
إكتست سماء الوطن سواداً على سوادها فالحرب دمرت كل شيء ،وغُضةٌ في حلوقنا ومرارة حزن زادتها مرارة، عمالقة الفن يتساقطون واحداً تلو الآخر ونحن خارج الوطن.
محمد الأمين تفرد بلونية خاصة ، فقد أجاد العزف على آلة العود بشكل مذهل ،وعندما تسمعه وهو يغني بالعود تتمنى لو ان واصل الغناء دونه ، وعندما تسمعه يغني بأوركسترا مكتملة يضيف العود عليها جمالاً فوق جمال وتفرداً فوق تفرد، ودائماً ماكانت مقدماته الموسيقية بالعود مفتاح اغنياته الطويلة والقصيرة، ذات اللحنين الخفيف او الثقيل وخير أنموذج لذلك زاد الشجون.
إحتل الباشكاتب مكانة متفردة ليكون اول فنان تغنى لثورة ٢١ أكتوبر ١٩٦٤، وأكمل ثوريته المتفردة عندما تغنى بملحمة هاشم صديق ملحناً ومؤدياً في رفقة كل من الراحلين خليل اسماعيل وام بلينه السنوسي وعثمان مصطفى وبهاء الدين ابو شله، وكانت ملحمة الشعب السوداني بحق وحقيقة ، وهذه الملحمة ستظل رمزاً من رموز الغناء الثوري السوداني.
تغنى محمد الامين بأغنية من عيون الغناء الشعبي السوداني ورائعة ابو صلاح ( يابدور القلعة وجوهرها)
ولحنه المتفرد زادها ألقاً وجمالاً.
لم يبتعد محمد الامين عن السلم السباعي العربي وتجلت عبقريته في الاغنية الكويتية ( ياناعس الطرف يانور الملاح وانا في الغرام هائم) فأداها كأفضل مايكون الاداء.
الحديث عن محمد الامين يحتاج لمجلدات ولهذه الاشياء متخصصوها وحاذقوها.
تحزن آلة العود وتتكي الكمنجة ويصمت الايقاع وكل الهوائيات والوتريات ، لكن الفنان الذي يصل الى مراقي محمد الامين لايموت ويظل فنه ماشياً بيننا.
عزائي لكل الشعب السوداني وأخص أسرته المكلومه ورفاقه في إتحاد المهن الموسيقية.
حسين شندي
١٣ نوفمبر٢٣

زر الذهاب إلى الأعلى