الكتاب

عمار العركي يكتب.. إنهاء التفويض.. وبداية التقويض

• كما هو متوقع، ووفق التحولات والتطورات المحيطة صوًت مجلس الأمن الدولي على إنهاء تفويض بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان، بتصويت كل الأعضاء ال 15 عدا “روسيا”.
• قرار إنهاء التفويض ، أكد على صلابة الموقف الروسي الداعم للسُودان ، وذلك بعد ان اعدت بريطانيا مقترح لمشروع تمديد عمل البعثة لمدة “٦ أشهر”، الأمر الذي رفضته “روسيا” و لوحت باستخدام حق الفيتو مما ادى لتقويض المقترح البريطاني وأعيد صياغة القرار بإنهاء اجل البعثة.
• عدم تصويت “روسيا” نابع من عدم رضاها لصياغة القرار الذي تبنته بريطانيا ، و تعمدت فيه عدم الإشارة لفشل البعثة وطلب السُودان بإنهاء عملها ، وكأنما مشروع قرار الإنهاء صادر من بريطانيا ، كذلك ترى “روسيا” أنه لا داعي لتعيين “مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة” ، ولا داعي أن “تبقى المسألة قيد النظر” و أن تظل العلاقة بين السودان و وكالات الأمم المتحدة في المستوى الطبيعي والعادي، دون أن يكون لمجلس الأمن علاقة بذلك.
• إنهاء التفويض رغم المخطط البريطاني واستخدام “حمدوك” مرة أخرى لتمرير مقترح التمديد وتوجيهه “بمخاطبة الامين العام من اجل استمرار البعثة والتمديد” ، ليضيف “حمدوك” صفحة جديدة في سجله الذاخر بالخيانة والعمالة وخدمة أجندة تدمير “وتقويض” السودان الحالي وإبداله بسودان تحت الوصاية والإنتداب البريطاني.
• رداً على بريطانيا ومواطنها بالتجنس ” حمدوك” وفي أثناء انعقاد جلسة مجلس الأمن خرجت بورتسودان تطالب بطرد “السفير الإماراتي” ، فى مشهد أعاد للأذهان، بداية “سيناريو إنهاء التفويض” ، والذي بدأ بمشهد بورتسودان عندما خرجت تطالب بطرد “فولكر”، فهل سيتم طرد السفير و”تقويض” الدور الإماراتي وإنهاء وجودها ومصالحها في السودان ؟ أم ستعود “الإمارات” لرشدها وتتدارك موقفها وتعدل عن سياساتها تجاه السُودان ؟.
• إنهاء التفويض ، يعني “تقويض” آمال عملاء “قحت”، الذين بعد مجيء “فولكر” ومن فرض عمالتهم إتخذوه عجلاً له خوار ، وإرتدوا عن الوطن والوطنية ظناً منهم بأن “فولكر وبعثته” بيدهم عصا موسى وقدرتهم غالبة وفوق ارادة الشعب وجيشه فسعي كبيرهم لإنقاذ البعثة وإعادتها بخطاب الخيانة والعمالة الشبيه بسابق خطاب إستقدامها ولسان حالهم لسان حال “قحاتة قوم سيدنا ابراهيم” من فعل هذا ببعثتنا !!؟.
• قرار إنهاء تفويض عمل البعثة، يُمثل إنتصار كبير للدبلوماسية السودانية التي سعت لإنهاء وجود البعثة ، وسيتبعه تقويض القوى السياسية السودانية المحلية ( قحت) التي راهنت على (البعثة) واستقوت بها، كذلك شركاء البعثة الإقليميين ضمن لجنتها الثلاثية ( الاتحاد والإيقاد) الذين كانوا أداة وألعوبة بيد “فولكر ” ، اضافة لدول “رباعية الترويكا” التي كانت تستخدم البعثة واجهة ووسيلة لتحقيق اطماعها ومصالحها في السودان .

• خلاصة القول ومنتهاه:
• انهاء عمل البعثة الأممية بأي حال لا يعني نهاية التدخل الخارجي في السودان فهنالك العديد من الأبواب والمداخل التي يجب إغلاقها وقطع الطريق أمام اي تدخل قادم.
• ذلك لن يتأتى الا في ظل سلطة رادعة وفق القانون وتطبيقه بحسم بواسطة حكومة كفأءات مهنية وطنية خالصة ذات إرادة سياسية حُرة وسياسية خارجية مدركة وحصيفة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى