عمار العركي يكتب.. أجهزة الأمن و الشرطة بالولايات كوادر مُعطلة و مهام جسام
• وصلت تداعيات وإفرازات الحرب السالبة لبعض الولايات الأخرى بذات التهديد الأمني و الجنائي االذي اصبح واضحاً ببعض الولايات وقد شرعت تلك الولايات في التصدي و المكافحة، وبالرغم من المجهودات التى لا ننكرها ، لكنها ليس بقدر التحدي.
• فعلى الصعيد الجنائي نجد حالة الضبط و الكشف للظواهر السالبة الوافدة من الخرطوم المعلن عنها ليس بحجم التعدي الجنائى ، مع سؤال كيف تسللت الظاهرة للولاية المعنية؟ وقد إمتلات الأسواق و أنشئت أخرى خاصة بمنهوبات الخرطوم .
كذلك الأوضاع الأمنية أغرت المتربصين أمنياً بإعادة سناريو الفوضى ، ما يحدث بولايتي الجزيرة و القضارف خير مثال، حيث عاود تجمع المهنيين السودانيين بإعادة إنتاج بضاعته فى اصدار بيانات شيطنة الإستخبارات وتعبئة الشارع ضدها قبل أن تسبقه لجان مقاومة القضارف في شيطنة الشرطة ببيان تنديد و تهديد و وعيد لتسببها بمقتل طفل ووقوع إصابات ، حيث لا عنف حدث و لا طفل قُتل و لا شخص إُصيب
* لماذا لا تجتهد الولايات بتدارك الأوضاع ذاتياً ؟ لماذا لا تعمل بصورة أكثر فاعلية بوضع خطط إسعافية ؟ لماذا لا تبتكر في خططها آليات وسائل أكثر ذكاء و نوعية ؟.
* وهنا نخص جهاز الشرطة لأهميته القصوى بين تلك الأجهزة، لواجباته الأمنية و الجنائية و الخدمية و هو الجهاز المحتك مباشرة بالمواطن فإن صُلح أداؤه صُلح أمن و أمر المواطن ، فلماذا لا يتم توظيف هذا الكم من عناصر الشرطة القادمة من الخرطوم ؟ لماذا لا يُستفاد من خبراتهم و تخصصاتهم و مجالاتهم في بسط كامل الإحاطة و الحد و الضبط و إستقرار الوضع الأمني و الجنائي و الخدمي و تعزيز الأمن المجتمعي بالولاية المعنية؟
•لماذا تظل القيادات و الرتب الكبيرة في إجازة مفتوحة مدفوعة الأجر.عقب تبليغهم و إبداء كامل الإستعداد و الجاهزية لأداء واجبهم الوظيفي العادي الروتينى والطارئ الإستثنائي ؟ لماذا يتم إرجاع المبلغين لأداء الواجب بعد أخذ أرقام هواتفهم للإتصال بهم لاحقاً بحجة أن لا مكان شاغر في الولاية ؟ علماً بأن الكل مهما عظمت رتيته أو صُغرت فهم إن دعا الداعي جنود صف وطني أدوا ذات قسم الفداء وتلبية النداء في حالة العدا و الحرب؟
•لماذا يتمسك بعض ضباط الولايات بمكانتهم و إمتيازاتهم و يتم إهمال القادة القادمين من أماكن الحرب و النزاع بحجة لا نحتاج لرتب كبيرة ؟ وهناك كثير من النماذج بمختلف الرُتب من ضباط الشرطة الحالات غير المُـفعلين تجدهم يمضون وقتهم بالأسواق و العلاقات الإجتماعية و تطبعوا بالحياة المدنية و منهم من إتجه للعمل بالتجارة والزراعة والسمسرة لزيادة دخله .
•إن كانت القيادة العُليا لاتحتاج لهذه الرُتب الكبيرة – و لا أحسب ذلك – فليتم تسريحها و نحن على ثقة بانهم سيحملوا البندقية و يدافعوا عن القضية بالسلاح و تخسر الشرطة و يكسبهم الوطن ، أو تنتبه القيادة لحُسن توظيف و إدارة كوادرها البشرية على مستوى إدارتها الوسيطة والقاعدية.
•وحتى لا نُوصف بالتحامل ، فهنالك جوانب مضيئة و إجتهادات ومبادرات مقًدرة ، بداءً من مدير عام الشرطة الذي إستعاض بضيق المواعين و ذات يد الإيجارات أن استضاف بمنزله الخاص عدد من الضباط ، كذلك مدير جوازات عطبرة العميد / خالد ياسين الذى إستوعب ووظف كل المبلغين ، ايضا مدير جوازات الجزيرة العميد / سعاد تاتاي التى قدمت أنموذجاً متفرد تناولته الوسائط الاعلامية بحسن إستقبالها وتعاملها مع الضباط المبلغين و قامت بتوظيفهم التوظيف اللائق و السليم مما ساعد كثيراً في حلحلة مشاكل و معوقات إستخراج الجواز بولاية الجزيرة ، كذلك عقيد/ عبدالغفار، مدير مرور القضارف الذي الحق كل افراد وضباط المرور القادمين من الخرطوم وظهر ذلك جليا في الضبط المروري بزيادة الافراد بالميدان والذى أسهم بشكل مباشر فى زيادة ايرادات الولاية، و النماذج كثيرة لا يسعها المقال لكنها تظل اجتهادات ومبادرات فردية بحسب مستوى الهمة والعزيمة والإحساس بعِظم المسئولية..
* في ذات المنحى صدر بيان عن الناطق الرسمى للشرطة تحدث فيه عن تمام جاهزية و إستعداد ضباط الشرطة في العودة للخرطوم لمزاولة عملهم على الوجه الأكمل،وبالطبع نتمنى ذلك اليوم قبل الغد ، و لكن بما أن الخرطوم أصبحت منطقة شدة و عمليات بسبها فقد الشرطة الكثير من (المواعين) و المعينات و الوسائل…. الخ مما جعلها بئة غير صالحة لأداء العمل على الوجه الأكمل ، أفما كان من الأحرى تدريب قوات الشرطة التي بلغت للولايات على العمل تحت ظروف ضغط المعركة و حرب المدن و البيئة غير المواتية و عمليات الانقاذ المدني ، و الإستفادة من العنصر النسائي في التدريب على التعامل مع حالات ضحايا العنف الجنسي و العنف ضد المراة و هذا التدريب كان بالإمكان أن يستفاد فيه من الضباط المبلغين و القابعين بمنازلهم بلا أعباء او عمل يحبه.
*خلاصة القول ومنتهاه:*
– من أسباب تحقق تهديد و المساس بالأمن القومى وما هو عليه الآن هو تركيز حمايته و تأمينه مركزياً في الخرطوم بدرجة كبير ، الأمر جعل من الولايات بيئة مناسبة و حاضنة صالحة لإحتضان الظواهر الأمنية و الجنائية السالبة فيا مسؤلو أجهزة حفظ الأمن و القانون لا تعيدوا الكرة و ليكن شعاركم كل الولايات بورتسودان .
– السادة أولي الأمر ، لا تشغلكم المهام الجسام و عبء مسئولية التخطيط و رسم السياسات عن المتابعة اللصيقة لدرجة التنفيذ و الوقوف. ميدانياً ، و عدم الإكتفاء بتقارير سير الأداء و كلو تمام سعادتك .