رسالة من فضل الله برمة إلى الأطباء
الخرطوم- صوت السودان
وجه فضل الله برمة ناصر رئيس حزب الامة القومي، رسالة جديدة إلى العاملين في الحقل الطبي، قدم فيها صوت شكر وإمتنان وعبر عن أسفه لما يحدث في المستشفيات التي تتعرض للقصف
نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الامة القومي
الرسالة الاسبوعية
رسالة تقدير وإمتنان للعاملين فى الحقل الطبي والصحي،،،
أبنائي وبناتي، إخواني وأخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
تاريخ وطننا المضطرب بالحروب، يجسد ويؤكد الأهمية التي لا تقهر طبيبات وأطباء السودان، وجميع العاملين بالقطاع الطبي والصحي. هذه رسالة إعتراف وإحتفاء بالأبطال المجهولين أثناء الحرب.
ما حدث بمستشفي النو، وجميع المستشفيات والمراكز الصحية بالخرطوم، الأبيض ، دارفور وكل الولايات المتأثرة بالحرب أعمال مؤسفة، لا تعبر عن أخلاقيات وسلوك الحرب للجنود والقادة أصحاب القضايا النبيلة.
أثناء حرب أبريل اللعينة، زرف السودانيون الدموع، من العذاب جراء القصف العشوائي والمقصود، من جميع أطراف النزاع، وظهر الأطباء، الذين يرتدون معاطف الخلاص البيضاء، كتجسيد للرحمة والإلتزام ، وهم يعملون علي إنقاذ الضحايا. إن خدمات العاملين بالقطاع الصحي والطبي، تتراوح بين المساعدة الطبية الفورية والدعم النفسي، وكذلك من تعزيز الصحة البدنية للجنود، إلى تخفيف الصدمات النفسية للمدنيين، هذه الحرب وضَّحت قِيامِهمْ بأدوار حيوية وضرورية، تتجاوز مجرد الواجبات العلاجية فى ظل الواقع المأساوي الذى فرضته حرب أبريل ٢٠٢٣م.
أعلم جيداً بأن إصابات الحرب معقدة وتتطلب علاجا متخصصاً، مقارنة بالأمراض والإصابات التقليدية التي تظهر في المناخ السلمي، وقد أظهر أطباءنا بالسودان مقدرة فائقة على التكيف بسرعة مع مثل هذه الظروف والحالات الصعبة، مما يدل على قدرتهم ومهنيتهم وشجاعتهم، وكذلك أظهرت مدى جودة التعليم الطبي بالسودان، الذى مكنهم من التعامل مع هذه الأحداث بمهارة طبية متقدمة.
الصدمة النفسية هي أكثر الحالات تعقيداً أثناء الحرب، وقد لعب الأطباء النفسيين دوراً مهماً في التخفيف من حدتها. وقد لوحظت المساعي الرائدة في هذا الإتجاه ببعض المستشفيات التى نزح اليها سكان الخرطوم وولايات دارفور. جهودهم الدؤوبة لتحسين ظروف الصحة العقلية للجنود والمواطنين ضمن نطاق مساهماتهم في ساحة المعركة. وهذا دليل على أن الحرب، على الرغم من الدمار الهائل الذي سببته، الا أنها أتاحت فرصة للتطوير واكتشافات طبية مهمة، سهلتها مهارة الأطباء فى السودان.
جميع السودانيون الآن متفقين بأن الحرب مدمرة وبغيضة ويجب أن تقف، وقد تعامل جميع المشاركين فيها بوحشية ضد المواطن، ودور الأطباء كان أحد النقاط المضيئة، حيث جسد دورهم الشجاعة والمثابرة والإنسانية، التى لم تقتصر على شفاء الجروح وتخفيف الألم، بل عملوا كرعاة للأمل خلال المعارك اليائسة، ورسموا لنا الخط الفاصل بين الوجود المدمر والبقاء لاهداف جليلة وعظيمة.
أناشد المسؤولين بوزارة الصحة السودانية بخلق شراكات مع السودانيون العاملين بالقطاع الطبي بدول الخليج، أوروبا وأمريكا لإتخاذ تدابير رعاية طبية وصحية للحد من إنتشار حمى الضنك، الكوليرا، الملاريا، والسعى لتأمين العاملين بالمرافق الصحية بولاية الخرطوم، ولايات دارفور والمناطق المتأثرة بالحرب. إن الوضع الذي تولده الحرب يؤدي إلى مخاطر صحية غير متوقعة وتخلق أزمات إنسانية إذا تركت دون معالجة.
أُشِّيد بدور العاملين بالحقل الطبي والصحي والمنظمات، الاتحادات، الجمعيات السودانية بالخارج، كانت لهم أدوار مشهودة فى الإسناد الطبي وعكس الوضع الإنساني الكارثي للمنظمات الأممية ، الصحية، ودورهم يجب أن يستمر لتوفير الأدوية المنقذة للحياة، وتوفير الدعم الطبي والصحي وإيقاف الحرب، ومساندة وزارة الصحة السودانية فى هذا الظرف الوطني الحرج.
أُناشد منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية، ومنظمة أطباء بلا حدود وهم يعلمون بأن الأنظمة الصحية تتعطل أثناء الحرب، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى تقديم الخدمات الصحية. وهنا يكمن جوهر المسؤولية الملقاة على عاتق هذه المنظمات، بما يضمن توفير الدعم لنظام صحي فعال في ظل الظروف المضطربة.
أشيد بالدور العظيم الذى قدمه المتطوعين وأصحاب المبادرات الطبية والعلاجية وغرف الطوارئ بالأحياء، مساهمتكم كانت معركة متفردة ضد شيطان الموت واليأس. ومن خلال هذه الرسالة أعبر لكم عن إمتنان عميق كأبطال، والإعتراف بمساهماتكم التي لا تقدر بثمن وأدعوكم الي الإصطفاف لإيقاف الحرب فوراً لأنكم أكثر من تعرفون شرورها من خلال تطوعكم بالمستشفيات والمرافق الحكومية وغرف الطوارئ العلاجية.
وفي الختام، فإن حرب السودان الصفرية الحالية وسفك الدماء المجاني قدم لنا أدلة وافرة على دور العاملين بالقطاع الطبي والصحي الحاسم أثناء الحروب، ووقوفهم جنباً إلى جنب مع الجنود والمدنيين.
وعبركم أدعو جميع السودانيين لنقف صفا واحداً لإيقاف حرب أبريل غير المبررة فوراً وتضميد جراح وطننا الحبيب.
فضل الله برمة ناصر
رئيس حزب الامة القومي المكلف
١٥ اكتوبر ٢٠٢٣م