نبض للوطن- أحمد يوسف التاي- حكاية شقراء بصماتها في كل فتنة
(1)
في بعضها شمطاء تكثر فيها تجاعيد الوجه رغم عمليات التجميل المستمرة لإزالة النمش والحبوب والبقع السوداء، وفي بعضها الآخر شقراء فاتنة مائلة مستميلة، غير أن لونها باهت في كلا الحالين، ابتسامتها صفراء على الدوام، مواقفها زئبقية كما عرفناها، تنحدر اخلاقها لدرجة
السفه والبلطجة خاصة عندما تخلع ملابسها المزركشة وتتعرى لتسبح في المياه الآسنة المفضلة لديها وهي تبحر عكس تيار الضعفاء من الناس إذ لا تلقي لهم بالا..
بشعاراتها ومبادئها تأسر القلوب ألقا وبريقا، وتسحر الألباب جمالا وفتنة وكأنها المثال الكامل والقدوة الحسنة…
(2)
ولكن في اول محطة عملية تتآكل لديها المباديء والشعارات عند الإحتكاكات بين (حُراسها) المتصارعين فيما بينهم، حتى لاتبقى على مبدأ واحد من تلك المباديء التي تتكيء عليها..
ومثلما أنها تتعرى من ملابسها واحدة بعد الأخرى ، تبتلع كذلك المباديء والشعارات عندما تجوع وتعرى…
وفي كل مرة تتفنن في تبرير العُري وابتلاع المباديء، و(الهنابيل) يصفقون ويهتفون ويرددون ما تقول..
(3)
كثير من الناس المسحوين، والمفتونين بغنجها لهم أعين لايبصرون بها عوارها وعُريِّها وتبرجها، ولهم آذان لايسمعون بها ما ينطق به لسانها الكذوب، ولهم قلوب لايفقهون بها تكرار الخداع والإنحدار عندما تخلع ثيابها لتصل إلى أهدافها الخفية، بينما هم في سكرتهم يعمهون…
(4)
كذا هي السياسة عندما تتجرد من الأخلاق والمباديء وتصبح فيها الغاية هي حكم الناس والتسلط على رقابهم وقطع أرزاقهم، والإستثمار في معاناتهم، والوصول إلى إلى النزوات والشهوات عبر أشلاء قتلاها وضحاياها الأبرياء الضعفاء الذين لايستطيعون حيلة ولايهتدون سبيلا…
السياسة في مجملها تحتاج إلى ثورة تغيير وطنية مسؤولة تعالج اختلالاتها وانحرافاتها وكل تشوهاتها، إذا لم يحدث ذلك فالكل يظل يحرث في بحرها متلاطم الأمواج فهل يحصد إلا خيبة وبوارا ، وأصدافا في أحسن الأحوال؟…..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة اخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.