الكتاب

عادل عسوم يكتب.. رسالتي الثانية إلى الدكتور أماني الطويل

للمرة الثانية أجد نفسي مضطرا لتناول (كلام) للدكتور أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الاهرام للدراسات وقد كانت مسؤلة عن (ملف السودان) في المركز، في لقاء بالأمس مع مذيعة فضائية الحدث، رددت الدكتورة ذات الذي قاله اللواء فضل الله برمة ناصر رئيس حزب الأمة القومي السوداني، حدث ذلك بعيد الزيارة السريعة لرئيس المجلس السيادي وقائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى جمهورية مصر العربية، والتي لم تتعد الساعتين في زمنها.
قالت الدكتور أماني بأن البرهان، وقد اعتادت دوما على ايراد الاسم- حاف- على الرغم من (حرصها) الشديد على ايفاء كل من يوازيه حقهم في التسميات!، ودون ذلك ولعها بإلحاق مسمى (القيادة السياسية) للرئيس عبدالفتاح السيسي، واضافت بأن طائرة الرئيس البرهان ماكان لها أن تطير من مدينة بورتسودان إلى مطار العلمين ثم العودة دون التوافق مع دول مشاطئة للسودان لديها قدرات جوية، أي باختصار أن قائد الجيش ورئيس المجلس السيادي السوداني بيد آخرين، ولاقدرة له على أيما تحرك إلا من خلال استئذانات لاتعدو إلا أن تكون مؤامرة قبل بها!
ومن المعلوم أن الدكتور أماني ومعها الأستاذ أشرف العشري رئيس تحرير صحيفة الاهرام يمثلان رأي مركز الاهرام للدراسات، وهو رأي يتماهى مع التوجه الصهيوغربي لرفض تواجد الاسلاميين في الحكم في الدول العربية والاسلامية.
الدكتور أماني تعلم بأن اتهامها لقائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان تم الرد عليه بالنفي (المؤكد) منه قبل سفره إلى مصر، بل إنه اتهم من قال به ب(الخرف) دون ذكر اسمه تأدبا، ومعلوم أن الدكتور أماني الطويل -أطال الله عمرها- تجاوزت الستين وشارفت أو تجاوزت السبعين، والتقدم في العمر -إن لم يبلغ المرء الخرف- ينبغي أن يضفي على صاحبه المزيد من الحصافة، والنضج، والتؤدة.
ولكن بحمد الله يبدو جليا أن طرح الدكتور أماني ومركز الأهرام، يوازيه طرح آخر من فريق آخر لمستشارين ومساعدين للرئيس السيسي؛ يجعل من مصلحة مصر همهم الأكبر، ودون أي تماه أو استصحاب لتأثيرات خارجية، هذا الفريق ينظر إلى المشهد والواقع السوداني نظرة بعيدة سابرة لغور المآلات التي يمكن أن يفضي إليها انتصار الدعم السريع المتمرد، وقد علموا عن الذي أصبح يعرف جليا عن عزم حميدتي واخوته تكوين دولة عابرة للسودان، هذه الدولة ان قدر لها النجاح والتمكين فإنها ستضر ضررا بليغا بمصالح مصر (مع وفي) السودان، علما بأن مصر تتخللها بعض الهشاشة في أجزاء من أطرافها شرقا وغربا وجنوبا، ولعل هذا الفريق رجح لديهم ذلك، ولعلهم أيضا اقتنعوا بالذي ظل يردده قائد الجيش السوداني البرهان بكونه جيش وطني لاسلطة لأي جماعة أو حزب عليه وهي الحقيقة التي تبينها العديد من السياسيين في العالم، منهم مساعدون لوزراء أمريكان وسواهم كثر استمع الناس لأحاديثهم في الفضائيات، والمتابع يتبين أن هذا الفريق كان له التأثير الأكبر في تشكيل الموقف المصري الايجابي منذ اشتعال هذه الحرب في السودان، فقد (توازنت) مصر مابين ضغوطات أماراتية، وحيثيات أمريكية، واستعداءات لفظية وتوصيفية من بعض دول الشرق الأفريقي على الحكومة السودانية وجيشه، وأسهمت مشكورة على عقد مؤتمر دول الجوار السوداني، الذي كانت له حزمة من النتائج والآثار الموجبة على المشهد السوداني خارجيا وداخليا.
نصيحتي للدكتور أماني الطويل أن تكون أكثر حصافة، وأن تحرص على مصلحة شعبي وادي النيل، إذ في ذلك تغليب للكثيف مما ينفع الناس في البلدين المحتاجين لبعضيهما، وطالما تدعي الدكتور أنها تعرف السودان حق المعرفة، وهي التي اشتغلت بتدريس تأريخه من قبل في الجامعات المصرية؛ عليها ان تنزل -بأدواتها- إلى الشارع السوداني لتتبين رأي الغالبية فيه وعراجين مراداتهم السياسية، فذلك يعينها على حديثها عن السودان وأهله خلال ظهورها -المتكرر- في الفضائيات العربية.
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى