عمار العركي يكتب.. “الفدائي الباكي”
قال تعالى: ( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)
* لا زالت مواكب الشهداء تترى فى رحلة السفر إلى الله ، بعد إجتياز كل مراحل الإصطفاء والإيفاء بالعهود ، وعندما نادى منادى الشهادة شدهم شوق اللقاء ، وكانت لحياة طويلة للشهيد “عثمان مكاوى” حتى يكمل لايف وداعه للشعب السُودانى ، وان ما تبقى من عمره القليل يريد استثماره فى تجارة ويبيعه الى الله ويشترى به الجنة ، فربحه بيعه .
* وكانت لحياة طويلة للشهيد، “ياسر فضل الله ” حتى يُكمل حفر قبره وتهئيه مرقده ، ولم يُوصى بأمواله ولا على أطفاله ، بل بترقية وتقدير أجناده ، قبل أن يذهب الى ربه نحسبه راضيا مرضيا وهو يلحق بإخوانه الشهداء فى دار اللحاق، هكذا هم شهداء قواتنا المسلحة جميعهم ، صدقوا عهدهم مع الله وبروا قسم فداء الوطن، قضوا نحبهم ، نحسبهم أحياء عند ربهم يرزقون.
* قبل فترة شاهدت فيديو لجندى متحمس للقتال والفداء وقد، “ملٌ الإنتظار والرباط” فرمى بنفسه امام قدميً قائده متوسلاً مترجياً أن (يفك اللجام) وإعطاء الإذن بالقتال، ليفى بعهده ويبر بقسمه ، ولم يبدل وهو ينتظر ويرابط.
* بالامس جندى فدائى آخر ، يبكى وينتحب لتخلفه عن كتيبته التى تحركت للقتال ،، يبكى والغصة تقبض على حلقه فتخرج الكلمات متحشجرة ومخنوقة معبرة عن حسرة تخلفه عن إخوانه بعد طول إنتظار قائلا ( انا قاعد لي 15 يوم يا سعادتك) ، قائده العميد سيف الدولة ، يقبل عليه مُصبراً و مطيباً خاطره قائلا له ( يا فدائى انا مدخرك ،، انا مدخرك يا فدائى ،،، اصبر لى) ، ولا زال الفدائى منتظر وما بدل.
* وفي مشاهد ومواقف مغايرة تتحدث عن مطاردة الشرطة العسكرية واستخبارات التمرد وملاحقتها لمنسوبيها المتمردين من دعامة ونهابين ومجرمين وإرتزاقيين وتنزعهم نزعاً من داخل بيوت المواطنين التى إختبوا وخبوا فيها ما نهبوا وسرقوا، فى انتظار سانحة الهروب والخروج النهائى ، ولن يطول إنتظارهم لأن قواتتا أقرب وأسرع ،
* جيش عقيدته الله ثم الوطن يتدافع شيبه وشبابه ، ويتسابق رجاله ونساؤه لنصرته او الشهادة دونها ، بإذن الله لا يُهزم ، ومنتصر بحول الله