الكتاب

نبض للوطن أحمد يوسف التاي (4) متهمين أشعلوا الحرب (1)

نبض للوطن
أحمد يوسف التاي
(4) متهمين أشعلوا الحرب
(1)
خالنا هاشم حمد النيل، مزارع بسيط، لم ينل حظا من التعليم، وبالكاد يفك الخط، لكنه أوتي بعضاً من الحكمة والفهم العميق…
وبينما الناس يتجادلون ويتغالطون حول سؤال جوهري :( أيهما أشعل الحرب أولا ؟)، “الكيزان” أم” القحاتة” ، أم مليشيا الدعم السريع، أم الجيش السوداني؟..
الخال “هاشم” بطبيعة الحال أدلى بدلوه فقال: أنا ما محلل ولاسياسي لكن حسب الشيء البعرفو إنو ناس البرهان ختوا القش وكوّموه، وناس الدعم السريع ختوا الحطب في القش المكوّم، و(القحاتة) رشو الحطب بالجاز، و(الكيزان) كرشوا الكبريتة..
كلمات بسيطة ولكنها عميقة ومُباشرة ومعبرة عن الواقع بدقة متناهية..
(2)
تمنيت لو أنني الذي شخصت هذا الواقع الفضيحة البائس، بذات التوصيف البسيط البليغ المعبِّر، والذي بدا لي أقرب للواقع ، إذ ليس هناك بريء تماما، فالكل له نصيب من المسؤولية عن إشعال الحريق..
والحق أن ما أشار إليه الخال “هاشم” هو الوصف المجرد الذي يتسق مع الواقع تماما ويعززه بالمعطيات وقرائن الأحوال..
فالبرهان بتركه الحبل على غارب مليشيا الدعم السريع دون رقابة او تحوط، وبعدم تحسبه لأي احتمال سيء، وبغياب النظرة الثاقبة لتحركات الدعم السريع فقد كوّم القش في مرمى النيران، وجمع حوله كل ما هو قابل للإشتعال وتركه بإهمال
وبلا رقابة على نحو أغرى مليشيا “الدعم السريع” التي وجدت القش (سالك) فوضعت (حطبها) دون مبالاة، استعدادا للحريق، ولما وجدت (قش البرهان) مقنطرا والطريق ممهدا للإشتعال حدثتها نفسها بالحريق ليخلو لها وجه السودان كله وبلا منازع، وقد وجدت من أحزاب ب(ق. ح.ت) من زين لها الحريق (ولا نقول كل قوى الحرية والتغيير)،لكن الراجح أنها وجدت من حفزها وشجعها عليه…
أما عناصر النظام المخلوع فقد استبقوا الجميع، وأشعلوا عود الثقاب بعد أن تهيأت كل أسباب الحرائق، لطالما أن أعمدة الدخان المتصاعدة ستُشكل مناخا جيدا للإفلات عن المحاسبة عن جرائم مر عليها ثلاثة عقود من الزمان، وتضمن إنهاء أمر (الإطاري) المفضي للدولة المدنية،وتقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي، وأهداف الثورة..
صدقت يا خال، فلم نجد بريئا من ورطة الحرب حتى القائد العام للجيش الذي مكن مليشيا الدعم السريع من مواقع استراتيجية، هذا علاوة عن كونهم ورطوه واستدرجوه إليها حتى وجد نفسه مضطرا للقتال عندما فرضت الحرب على الجيش الذي يقوده…هذا والله أعلم…..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة اخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى