سهير عبدالرحيم تغرد

سهير عبدالرحيم تغرد : إلى الشرفاء في بريطانيا

*سهير عبدالرحيم تغرد : إلى الشرفاء في بريطانيا *

حين نقول الشرفاء في بريطانيا فإننا نقصد الرجال ( الجَدْ جَدْ ) وليس المخنثين سياسياً. حين نقول الشرفاء نقصد النساء اللائي يمتلئن بالشرف الباذخ لنون النسوة وليس من يفتقدن الطهر و يغفو ضميرهن ، حين نقول الشرفاء نقصد الشباب من الجنسين؛ والذين يعتنقون، واللائي يعتنقْن السودان حباً و إيماناً وعشقاً.

اليكم جميعاً.. منظمة العفو الدولية بصدد إعلان تقريرها الأخير عن الجرائم التي ارتكبت في السودان إبان الحرب ، المنظمة رصدت خروقات الميليشيا المتمردة من احتلال للبيوت و اغتصاب للحرائر وقتل ونهب وسلب وحرق وترويع ، ولكن ما رصدته ليس بالكافي الذي نتطلع إليه بما يكفي لنزع أسلحة الميليشيا و تجريم تسليحها من الدول التي تقف خلفها

الآن هبوا إلى المنظمة وهذا عنوانها:
Amnesty International Ltd
Peter Benenson House, 1 Easton Street
London WC1X 0DW, UK

اخبِروهم بما ارتكبته الميليشيا في حق أهلكم و بيوتكم و آبائكم و أمهاتكم و جيرانكم وأصدقائكم و تاريخكم و ذكرياتكم وضحكاتكم و مدارسكم وجامعاتكم و حدائقكم و مستشفياتكم وشوارعكم و ونساتكم وأوجاعكم .

حدثوهم عن الفتاتين اللتين اغتُصبتا أمام والدهما و سحبوهما من ضفائرهما على قارعة الطريق وهما في طريقهما إلى مدينة ودمدني ، ثم طلبوا من سائق الحافلة الانتظار حتى ينتهوا من مهمتهم مع الفتاتين في العثور على الديمقراطية.

حدثوهم عن مرتزقة هُمُج دمروا الخرطوم وبحري وأم درمان وجبل اولياء وشرق النيل و كرري و أم بدة ، دمروا المحليات السبع مع سبق الإصرار ، حرقوا الأخضر واليابس وزرعوا الألغام ونشروا الفزع وألبسونا ثوب اللجوء والنزوح و أوقدوا في منازلنا بخور الموت.

حدثوهم عن شارع النيل الذي توقف مجراه، وعن نادي الضباط الذي غاب عنه صوت ود اللمين وابوعركي وفرفور و النصري و عقد الجلاد، عن مسرحنا و تيراب الكوميديا وعن هويتنا. حدثوهم عن قاعة الصداقة وسينما قصر الشباب والأطفال، عن المقرن و الملاهي والساقية وقطر الموت، عن استاد الخرطوم ومباريات المريخ والهلال والموردة.

عن القهاوي والمطاعم، عن لذيذ والساحة و إيطالي بيتزا و أوزون وفول فريد وحوش السمك وأولاد أم درمان و آيسكريم 41 و شاي أميرة.

إليكم أيها الشرفاء شهادتكم للتاريخ والوطن والضمير الصاحي ، شهادتكم تقطع الطريق على المنتفعين من وراء المؤامرة ، شهادتكم بندقية تقاتلون بها للدفاع عن أعراض نساء السودان و تكشفون النقاب عن الوجه الحقيقي للذئاب ، عن القتلة المرتزقة المأجورين .

هذه فرصتكم أتت إليكم وأنتم في الغربة تشعرون أنكم مكبلون ولا تستطيعون إنقاذ وطنكم ، فرصتكم لتنصروا الشهداء الذين دفعوا دماء طاهرة في سبيلنا ، وتقرأوا الفاتحة على أرواحهم بنفسٍ راضيةٍ أنكم سعيتم للقصاص من قاتليهم.

هذه فرصتكم.. دافعوا عن حبكم؛ عن عشق اسمه السودان.

جيش – واحد _ شعب -واحد #
لا -لمفاوضات -جدة#
دحر -الميليشيا #
السودان -أولاً #

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى