الكتاب

كيف (تحيّد) قرينك/شيطانك. عادل عسوم

كيف (تحيّد) قرينك/شيطانك.
عادل عسوم
كما هو معلوم لقد جعل الله لكل إنسان قرين (شيطان) يسعى إلى اضلاله، عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكِّل به قرينه من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله ؟ قال: وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير.
ولكن بحمد الله جعل الله كيد الشيطان ضعيفا، قال الله تعالى: {…إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، إذ يمكن للمسلم بكل يسر السيطرة على قرينه/شيطانه، ومن فضل الله علينا أنه تعالى قصر سلطة الشيطان على الوسوسة فقط، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهُ أكبَرُ، الحمدُ للهِ الَّذي ردَّ أمرَه إلى الوسوسةِ)، أي أن تأثيره يكون بالوسوسة فقط، ولا قدرة للشيطان على الاضرار المادي بالمسلم الذي لا يستجب لوسوسته، قال الله تعالى:
{إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون}. النحل 99، 100.
في سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه استطاع التغلب على قرينه فأصبح الشيطان يخشاه و(يفك ليهو الدرب)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ).
لقد بحثت في كتب السير عن الذي كان يفعله عمر رضي الله عنه ليجعل الشيطان يخشاه ويهرب منه، فإذا بي أجد السبب في ذلك أن ابن الخطاب كان يناصب الشيطان ويستعد له ويسعى إلى إذلاله بعدم الاستجابة لوسوسته، بل إنه كان يعتمد احراج الشيطان ومكايدته بفعل مايعاكس وسوسته، وبذلك كان الشيطان يخافه لاستعداده له ومناصبته إياه فيترك فجه وسبيله يأسا منه، والشيطان قد اعترف بنفسه بأنه لاقبل ولاقدرة له على المسلم المخلص لله:
{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} ص 82-83
لن أنس صديق لي خلال فترة الدراسة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة اسمه الشافعي، بطبه محب للمزاح، كنا وعدد من الزملاء -في منتصف الأسبوع- بصدد انتظار صلاة العشاء في الحرم بعد أدائنا لصلاة المغرب، فإذا به يقول ضاحكا:
بالله شوف الشيطان ابن الكلب دا، قال لي (ياخي امشي سوق الغزة أخد ليك كم لفة أصلا صلاة العشا لسسسة باقي ليها كتير)، ثم قال:
والله عشان ابن الكلب دا أنا الليلة إلا أقعد في صحن الحرم دا وأصلي العشا وكمان أبيت لمن أصلي الصبح حتى بعد داك أمشي البيت.
وبالفعل فعل صاحبنا ذلك، جزاه الله خيرا فقد أثر فينا -وكنا نصغره سنا- لنصبح جميعا (نجهر) مازحين بما نتبينه وسوسة من الشيطان، فنفعل عكس ذلك مكايدة، وطلبا للمثوبة ورضاء الله.
من وسوسة الشيطان أيضا التخذيل وجعلك تتكاسل عن الطاعات، أو دفعك إلى الاستعجال خلال أدائك للعبادة مثل الصلاة، ومن الأمثلة كذلك دفعك إلى التعجل لاختصار المكالمة التلفونية أحد الوالدين، يجعلك تحس بالضيق فتسعى إلى إنهاء المكالمة، والسبب في ذلك أن الشيطان يعلم يقينا أجر ومثوبة ارضاء الوالدين، إذ هما سنام الرحم التي ربطها الله بإسمه تعالى.
قال لي صديق من الشلة التي ذكرتها أعلاه مرة، بأنه كان -من قبل- يقرأ في ركعة الوتر الأولى خواتيم سورة الأعلى من (قد أفلح من تزكي) فقط، وذلك استعجالا منه لاتمام الصلاة، لكنه بعد (مزحات) صديقنا الشافعي أصبح يكايد الشيطان فيتلو سورة الأعلى كاملة، والحق يقال أن المسلم حينما يكايد الشيطان يتملكه احساس غامر بالراحة والرضا.
اختم بذكر بعض الطرق الأخرى لمغالبة وساوس الشيطان:
1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم …
– تسمية الله حرز من الشيطان …
– الانشغال بالأفكار النافعة عن المعاصي …
– قراءة الأذكار في تحصين النفس من الشيطان …
– قراءة سورة البقرة والآيات التي تبعد الوسواس …
– الالتزام بالأدعية المأثورة والتي تبعد الشيطان …
– ترديد الأذان والاستماع إليه في المنزل
اللهم أعن كل منا على قرينه، ولاتجعل للشيطان علينا سبيلا.
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى