أخبارسهير عبدالرحيم تغرد

سهير عبد الرحيم تحكي : أيام تحت القصف اليوم (Zero )

*سهير عبد الرحيم تحكي : أيام تحت القصف اليوم (Zero )*

لكي أحكي عن أيام القصف أحتاج أن أحكي عن اليوم الذي سبقها والذي قادتني فيه قدماي أمام منزليْ البرهان وحميدتي قبل حوالى 28 ساعة من بداية الحرب .

في ذلك اليوم الخميس 13 أبريل كنت قد أكملت؛ رفقة صديقتي وجدان مجذوب و الأخ العزيز مدحت، تعبئة أطباق إفطار الصائم لعدد يفوق ال 250 وجبة لتوزيعها على المرضى و الأطقُم الطبية في المستشفيات.

كنا نستهدف في ذلك اليوم مستشفى بحري بالتنسيق مع الأخ والصديق أيمن؛ الموظف ببنك فيصل الإسلامي و المتطوع معنا لوجه الله تعالى و السائق السر؛ سائق الدفار والذي كان مرافقاً لنا طيلة أيام مبادرتنا (فاطرين معاكم) .

في ذلك اليوم قمنا بتوزيع أكثر من مائة وجبة وقوارير مياه صحية في مستشفى بحري ، ثم أطلقنا سراح سائق الدفار و وزعنا متبقي الوجبات وهي حوالى 150 وجبة و باكت المياه على سيارتيْ مدحت و أيمن و توجهنا جميعاً الى مستشفى الخرطوم .

أكملنا توزيع بقية الوجبات على المرضى و بعض الأطقُم الطبية حتى لم يتبقَّ شيء ، و كالعادة لجأنا إلى سوبر ماركت اشترى لنا منه مدحت ماءً و عصيراً لنُحلل به صيامنا .

بعدها ودعنا بعضنا البعض، شكرت أيمن و وجدان و مدحت فقد كان ذلك اليوم آخر أيام مبادرة (فاطرين معاكم) و كنا ننوي أن نكمل الأسبوع الأخير من رمضان بتوزيع ملابس العيد و هدايا لبعض الأطفال اليتامى و أطفال السرطان .

بعدها توجهت رفقة أحد الأصدقاء إلى حي المطار حيث يقبع منزل الفريق البرهان و منزل حميدتي ، كان لذلك الصديق مهمة هنالك فقال لي “سأريك شيئاً عجيباً”، قلت: “ما هو …؟؟” قال : “نوع التسليح أمام منزل حميدتي” .

سرنا بالسيارة حتى وصلنا حي المطار، دلفنا إلى شارع جانبي فأشار إلى منزل أمامه عمود إنارة قوي قال لي “هذا منزل مبارك أردول…!!!!” ضحكت بسخرية قائلة “أردول شن طعمه مسكننو هنا …!!” المفارقة أن الجهة الخلفية لمنزل أردول تطل على مدرج المطار ….!!! ( قمة الفوضى …حقاً بلد هاملة ) .

نزل ذلك الصديق في أحد المباني و عاد بعد خمس دقائق فصعد إلى السيارة و أكمل تعريفي بجغرافيا حي المطار ونوعية الجيران ، قال لي “ذلك منزل حافظ إبراهيم عبدالنبي وزير الثروة الحيوانية و ابن خالة حميدتي” …(الموضوع ورثة عديييل) والله طلعنا ضيوف في بلدنا .

ثم واصلنا المسير حتى وصلنا إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، كان ذاك منزل حميدتي ، خفَّض ذلك الصديق زجاج السيارة المظلل حتى أتمكن من مشاهدة المنظر بوضوح .

أُصدقك القول عزيزي القارئ؛ لقد صُعقت تماماً؛ ثماني تاتشرات تقف موزعةً أمام منزل حميدتي تحمل سلاحاً غريباً على سطحها و بجوارها حوالى عشرين تاتشر بها دوشكا ، قال لي صديقي “هل تعرفين ما اسم هذا السلاح …؟” قلت: لا …!!

قال لي “هذا اسمه الثنائي؛ يستخدم لإسقاط الطائرات ….!!!” حينها فغرتُ فاهي من الدهشة و قلت له “كيف يعني ….؟؟”

قال لي “أسأليني عليك الله ….هذا السلاح لا يمكن إدخاله العاصمة لأنه لا يستخدم داخل المدن، يستخدم فقط في الحروب و إسقاط الطائرات ….!!!”

قال لي “سنكمل حتى منزل البرهان و شوفي بعينك التسليح ده كيف ….!!!”

نكمل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى