محجوب فضل بدري يكتب.. قاطع طريق برتبة فريق!
– الشيء ( الظاهر ) عن مليشيا الجنجويد منذ نشأتها إنها تكونت من شراذم عصابات إمتهنت قطع الطريق، وممارسة السلب والنهب تحت تهديد السلاح، بإقليم دارفور، وماجاوره، وقد عرفها السودانيون أول ماعرفوها باسم (عصابات النهب المسلح) قبل نحت إسم (الجنجويد) الذی يعني (جن راكب جواد وشايل جيم تلاتة) !!قبل ان يتحول الجواد الی عربة لاندكروزر، والبندقية جيم تلاتة الی مدفع دوشكا، وقطع طريق القوافل والحافلات السفرية إلی إحتلال المدن والعواصم !! ولن نخوض فی نسبة هذه العصابات لقبيلة بعينها، فالإجرام لا دين له ولا قبيلة۔
-لكن(الواقع) إن لهذه المليشيات طموحاُ واسعاً لبناء إمبراطورية عمادها (عرب أفريقيا السُمر) وتنشط فی النيجر ومالی وتشاد وموريتانيا والسودان وتعتمد علی التقتيل والترويع والنهب لتهجير السكان الاصليين، وإحتلال أراضيهم، تمهيداً لإعلان إمبراطوريتهم المزعومة !! وكل الشواهد تشير لذلك المخطط
-ومخطٸ من يظن إن الدعم السريع من صناعة حكومة الإنقاذ الوطنی، ولكن لا يمكن إغفال التقدير الخاطٸ لها، عندما
قامت حكومة الإنقاذ الوطنی بتكوين قوة رديفة للجيش تحت مسمی (حرس الحدود) بزعامة الشيخ موسی هلال، ضمت أبناء المنطقة وقامت باعمال مفيدة جداً، وكان حميدتی وعشيرته ضمن تلك القوة،ىالتابعة للجيش بقيادة الإستخبارات العسكرية، قبل أن تتحول إلی (قوات الدعم السريع) بقيادة حميدتی!! وخاضت معارك مشهودة معروفة ونالت التقدير من القيادة -وكل هذا معلوم للجميع- قبل ان تذهب القوة الی السعودية للمشاركة فی حرب اليمن، وشاركت كذلك فی محاربة الإتجار بالبشر، ومكافحة تجارة السلاح والمخدرات والتهريب، لصالح دول الغرب مما جعلها بندقية للإيجار قبل ان تتحول الی نهب الذهب وإقامة علاقة مع شركة فاغنر، وترتمي فی أحضان دولة الإمارات لتنفيذ أطماعها التوسعية فی سواحل البحر الاحمر واراضي الفشقة الزراعية الخصبة، والإستحواز علی مناجم الذهب السودانی، من جانب، وخدمة اهداف المليشيات فی إنشاء مملكة آل دقلو ومن ظاهرهم من عرب افريقيا او زرقتها !! (او المرتزقة) وعندما وقع التغيير فی السودان إزدادت أطماع (قاطع الطريق) الذی حمل (رتبة فريق)- فی غفلة من الزمن- بالإستعانة بدولة الإمارات، وعملاء السفارات فی السيطرة علی حكم السودان، ولم تتبقی له سوی خطوة واحدة بعدما إحتل منصب النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، وعينه علی المنصب الأول، وبالتالی علی البلد بأكملها، وقد سبق لسانه عقله فی اكثر من مناسبة، وهدد بإستباحة العاصمة!!لكن غفلة مستمعيه جعلت حديثه يمر مرور الكرام، فقد قال: دی الخيل وديك النقعة۔ وقال: والله عماراتكم الغالية دی الا تسكن فيها الكدايس۔ وقال: الحكومة يوم تسوی ليها جيش تجی تتكلم معانا۔ وغير ذلك كثير۔
-لكن حميدتی لم يجد من يقول له مثل ما قال (الأمير أب جكَّة ملازم الخليفة التعايشی) عندما بطشت كُتَلُ الغزاة الباغية بجيوش المهدية الباسلة المستبسلة فی كرري، وشتت جموع الانصار الوطنيين المخلصين-عكس ماقاله شاعرنا-(بل فرَّ جمع الطاغية) !!
خرج الخليفة ودتورشين من ام درمان مشياُ علی الاقدام مع ما تبقی من الانصار، فطلب منه ملازمه الامير اب جكة ان يركب فرسه، فقال له ودتورشين (ما بركب، لأنَّ نبی الله الخضر مَقَدِمْنِی)!! فقال له اب جكة (نحنا مَعَرِدِين، نبی الله الخضر ماشی يين!! ياخليفة المهدی كضوباتك دی خليها)!!
*فياجنجويد إستسلموا، وأقبلوا عفو القيادة العامة وخلوا كضوباتكم دی !!