أخبار

وكر شارع عبيد ختم.. تفاصيل ممارسة الرزيلة وتجارة المخدرات جوار مواقع أمنية وعدلية

من مكب للزبالة والاوساخ الى مقر للرزيلة والممنوعات

في قلب العاصمة تتربع الجريمة على مساحة 20 الف متر مربع

بجوار الأدلة الجنائية ومكافحة الإرهاب يقبع وكر الجريمة قبل شارعين من القسم الشرقي

هكذا تم اغتصاب فتاة من قبل مجموعة من الشباب وقد تم إيقاف الجناة

صاحب متجر: نناشد والي الخرطوم ورئاسة الجمهورية بالحلول الجذرية قبل فوات الأوان

مواطن: المساحة فيها كل أنواع الخمور والمخدرات على مدار الساعة و”عينك يا تاجر”

بائعة شاي: اخشى واخاف عبور المنطقة لوحدي ليلا او نهارا لتعدد حوادث الاغتصاب والنهب

 

الخرطوم – سعيد عباس

قد يصعب على القارئ او المتلقي ان يستوعب مسألة ان هناك  وكرا للجريمة والرزيلة والممنوعات يتربع على مساحة 20 الف متر مربع ،والأدلة الجنائية على مرمى حجر منه، بينما الاتجاه الغربي لتلك المستعمرة التي استغلها المروجون والمجرمون نجد فيها مباني وحدة مكافحة الإرهاب، وعلى محاذاة الجانب الشمالي نجد دار القضاة،  بينما يتربع علي الاتجاه الشمالي الغربي وحدة عسكرية عملاقة لقوات الدعم السريع ،كل هذا وذاك وعلى ملء العين والبصر نجد ان القسم الشرقي يبعد من ذلك الوكر فقط بمسافة شارعين بالاتجاه الجنوبي ، بينما تشكل تلال القمامة ومرتفعات “الزبالة ” والاوساخ واكوام قوارير البلاستيك سواتر طبيعية صالحة لمواراة سواءة كل ما حدث وما سيحدث في تلك المساحة التي لم تكن في احدى الشوارع الفرعية او الداخلية او الازقة المغمورة بل هي في احد اكبر وابرز شوارع العاصمة السودانية الخرطوم  هو شارع “عبيد ختم” الذي اضحى مسرحا لكل تلك الجرائم والرذائل والاوساخ، كاميرا “صوت السودان” تجولت في تلك المساحة واستطلعت عددا من المواطنين وخرجت بالحصيلة التالية :-

الميدان موقع ممارسة الرزيلة والممنوعات

تحرش بموظفة شركة

أولا التقينا المواطن نادر علي موظف علاقات عامة في احدى شركات تلك المنطقة .وقال بأنهم قد عيّنُوا حراسة خاصة على أبواب شركتهم خوفا وحفاظا على سلامة العملاء والزبائن من المخمورين الذين يقطنون في تلك المساحة المتاخمة تماما لشركتهم ، وأضاف قائلا: بانه في يوم من الأيام قد تم اعتداءً غاشما وتحرش  على احدى موظفاتهم التي كانت قد أتت لتوها في الصباح الباكر لمزاولة عملها، وقال ان صراخ الفتاة قد لفت انتباه جميع المارة، ولولا لطف الله وعنايته لحدث ما لا يحمد عقباه  ، وقال ان المتحرش قد فرا داخل منطقة انقاض تلك المساحة ليتوارى خلف جمع كبير من زملائه المجرمين الذين يصعب التصدي لهم وهم داخل تلك المساحة التي اغلقوها عليهم تماما، وقال بان كل الشركات التي تدير اعمالها في جوار تلك المنطقة هي شركات داعمة للاقتصاد الوطني ودافعة لضرائب الدولة وفيها شركات طيران وشركات ادوية وشركات استشارات  هندسية وعدد من الشقق والمساكن وقال ان   مساحة منطقة الاجرام وضع شركات تلك المنطقة في وضع حرج ومزعج للغاية وذلك لتخوف الكثير من العملاء من ارتياد تلك الشركات بسبب تلك المنطقة، وقال بانهم يكونون في غاية الخجل والاحراج عندما يأتي لتلك الشركات ضيوف أجانب او زائرين لتكملة أي إجراءات تجارية  وذلك الخوف والخجل بسبب وجود تلك المنطقة البشعة والخطرة مما تسبب كثيرا في احجام عدد من العملاء لعدم زيارة تلك المنطقة،  وقال بان ذلك الاحجام حتما سيعرض تلك الشركات لخسائر اقتصادية فادحة قد تؤثر على دفع الضرائب  وتؤثر على تقديم الخدمة بالوجه المطلوب مما يترتب على ذلك تشريد عدد كبير من العملاء وقال إن “البزنس” عالميا يرتكز على أرضية تتوفر فيها مقومات الامن والسلامة وتعافي البيئة المحيطة . وقال نادر بأنه يشكر الجهات الأمنية التي تقوم بحملات في تلك المنطقة ولكن ما هي الا لحظات ويعود المجرمون تارة أخرى لمزاولة اجرامهم .

 

اين الوالي ورئاسة الجمهورية؟

محمد التوم على (48) عاما تاجر زيوت قال من المؤسف والمبكي معا ان تلك المنطقة الخطرة ليست هي بالأطراف او اقاصي العاصمة التي اشتهرت قديما بالجريمة ويصعب الوصول اليها سريعا، ولكنها في قلب العاصمة وشارع عبيد ختم فكيف بالأطراف؟ وقال اذا ارادت الجهات المختصة ان تعرف ماذا يدور في تلك المنطقة فما عليهم الا و ان يأتوا في أزياء مواطنين عاديين ويقفوا امام تلك المساحة فسرعان ما يقوم عدد من الشباب بعرض بضائعهم المختلفة عليهم من “تراميدول وكبتاجون وآيس ” والخمور بمختلف أنواعها بجانب “البنقو” الذي بدأ الناس يعتبرونه اخف وطأة مقارنة مع بقية المخدرات الحديثة ، وقال محمد التوم هؤلاء المروجون ربما يواجهوا أي شخص بعنف زائد اذا ما حاول اعتراض طريقهم وقد يتعرض الناس للسلب والنهب ويلوذ المعتدون بالفرار داخل منطقتهم التي يصعب مطاردتهم فيها بسبب انقاض المباني واكوام الاوساخ وارتال الزبالة بجانب ان أي شخص اذا اقتحم تلك المنطقة ربما لا يرجع سليما معافا هذا اذا خرج منها حيا يرزق، وأضاف التوم بان تلك المنطقة لا تحتاج الا لقرارات صارمة  تبرز هيبة ومكانة الدولة وقال ان أي تأخير في اجتثاث تلك المنطقة سيعطي المجرمين الإحساس بالأمان الذي يعقبه المزيد من الانفلات .

 

جرائم في وضح النهار.

فضل المولى النو 53 عاما يعمل بائع مواشي في تلك المنطقة قال إنه ترك المنطقة ورحل منها نهائيا خوفا من ان يقتل احد المجرمين وذلك بقوله بأنه في احد الأيام قام ثلاثة من شباب تلك المنطقة  بجر “خروف” من بهائمه وقال بانهم همّوا بذبحه وأرادوا ان يقاوموه لولا انه تصدى عليهم بالسلاح الأبيض مع احد اقاربه وقال النو بأنه لا يستغرب وجود الجريمة او ينكره وقال ان الجريمة في كل ارجاء العالم وليس السودان استثناء من العالم ولكن من اين يجد هؤلاء اللصوص الجرأة والشجاعة لنهب الناس في وضح النهار، وتحدث النو عن علمه بجريمة اغتصاب فتاة من قبل مجموعة كبيرة من المجرمين وقال ان بعضهم قد وقع في يد العدالة، وقال النو ان السرقات معروف عادة ما تأتي في ساعات متأخرة من الليل او في الثلث الأخير قبيل الفجر وأضاف قائلا: ان تكون السرقات والمخالفات هكذا في رابعة النهار هذا ما يدعوا للمراجعة والدهشة معاً.

 

 

الخوف يتسيد المنطقة

بائعة شاي بتلك المنطقة فضلت حجب اسمها وقالت بأنها معروفة للجميع ولكنها تخاف من عصابات تلك المنطقة ، وقالت ان عدد من المجرمين يرتادون مكانها بانتظام وقالت بانها لا تجازف بنفسها ليلا او نهارا لعبور تلك المنطقة لوحدها مهما كانت الأحوال وقالت بانها كثيرا ما تسمع صيحات استغاثة من الفتيات واحيانا من الرجال وقالت ان مجرمي تلك المنطقة معظمهم من المروجين وعدد من اللصوص وقالت بان قلوبهم ميتة وذلك بسبب ان كثيرا من هؤلاء الشباب يقعون في ايد السلطات الأمنية او ايدي المواطنين الذين يقومون بضربهم ضربا مبرحا اذا ما انفردوا بأحدهم وقالت في اليوم التالي نجدهم يزاولون اجرامهم كأن لم يكن شيئاً

 

نصيب الراجحي

قال معتصم حسن احد موظفي شركات تلك المنطقة بأنه نمأ الى علمه بأن منطقة ميدان الـ 20 الف متر مكعب والتي تعتبر مسرحا لكل تلك الجرائم بانها تتبع لشركة الراجحي وقال ان شركة الراجحي من الشركات الرائدة والمقتدرة لماذا لا تقوم بتسوير تلك المنطقة وتغلقها حفاظا لأرضهم وحفاظا على أرواح وممتلكات الغير وختم معتصم حديثه قائلا ان الامر لا يحتاج الا لفرض الدولة هيبتها حفاظا على الأرواح والممتلكات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى