أزمة مسلسل “أزمة منتصف العمر” والمخرج يرد على الانتقاد
أثار مسلسل “أزمة منتصف العمر” جدلا واسعا في المجتمع العربي، منذ عرض حلقاته الأولى، بسبب العلاقات بين أبطال المسلسل، والتي وُصفت، بأنّها تهدد قيم الأسرة العربية.
و”أزمة منتصف العمر”، هو مسلسل دراما مصري يعرض على شاشة عدد من الفضائيات المصرية، من إخراج كريم العدل، وتدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعى حول زواج عمر “كريم فهمي” من مريم “رنا رئيس”، وبعدها يقع عمر في حب حماته فيروز “ريهام عبد الغفور” وهي زوجة والد مريم وليست أمها، والتي تولت تربيتها منذ الصغر.
وتتوالى أحداث المسلسل وفي لحظة ضعف تدخل فيروز في علاقة محرمة مع عمر وتحمل منه، في التوقيت ذاته الذي تحمل منه ابنة زوجها، كما يتزوج والد مريم من صديقتها، مما يتسبب لها في ضائقة نفسية.
موقع “سكاي نيوز عربية” حاور مخرج المسلسل، كريم العدل، الذي رد على الاتهامات الموجهة للعمل، ساردا تفاصيل وكواليس العمل من بدايته كفكرة، حتى خروجه إلى النور.
كواليس العمل
يقول العدل:
في البداية عندما جلست مع المؤلف أحمد عادل وبدأ في سرد تفاصيل القصّة، وجدتُ نفسي مهتما بما يحكيه، حتى أنني كنت أردد جملة ها؟ وبعدين؟ إيه اللي حصل؟.
كنت أسمعه وكأنني أشاهد فيلما بحماس أو أقرأ رواية وأريد معرفة النهاية، وأعجبتني جرأة الموضوع الذي لم يتناوله أحد من قبل، وتحمّستُ جدا وقررت أن يكون هذا المسلسل عملي المقبل.
يلفت عادل إلى أنّ “جميع المشاهد تم تصويرها بلبنان ولم تكن تلك المرة الأولى التي أمر بها بتلك التجربة”، مضيفا: “لبنان بلدي الثاني، وأعرفها عن ظهر قلب، وأعلم جيدا ما يمكن تصويره بما يناسب ظهوره على الشاشة، وما لا يمكن ظهوره”.
أمَّا بالنسبة للتحضيرات، فيؤكّد أنّها “أصعب مرحلة بالنسبة له في أي عمل، لذلك فالتحضير لمسلسل أزمة منتصف العمر ليس مختلفا في تحضيره عن باقي الأعمال التي أخرجها، لكن يختلف فقط في تفاصيله وعن ما ينصب تركيزنا عليه خلال التحضيرات”.
الهجوم والمصادرة
أسهب كريم العدل بالقول: “تمنيت النجاح، لكنني لم أتوقعه، ولم نتوقع ردود الأفعال من البداية، ولكن توقّعنا حالة الجدل بالتأكيد، وتوقعنا ظهور ردود الأفعال بعد مرور منتصف المسلسل على أقل تقدير، لكن رد الفعل جاء بعد الحلقة الثانية؛ وشعرنا بالسعادة والخوف، والقلق مما هو قادم، ونتمنى أن يظل المسلسل على نفس المستوى بالنسبة للجمهور حتى آخر حلقة”.
وعلّق على الهجوم الذي طال المسلسل، ووصفه بأنه يهدد قيم الأسرة العربية.. مؤّكداً أنّه “توقع الهجوم”، مستطردا: “نعلم أنّ التطرق لأي موضوع شائك، أيّاً كان موضوعه، دائما ما يتعرّض للهجوم، وهذا يحدث على مدار سنوات، وليست المرة الأولى”.
واستشهد على حديثه بالقول: “رأينا في أوقات سابقة كيف أثار فيلم (بحب السيما) لأسامة فوزي جدلا واسعا أيضا، أو فيلم (الشيخ الجاكسون) لعمرو سلامة، أو حتى مسلسل (الليلة واللي فيها) لهاني خليفة، وأمثلة أخرى كثيرة غيرهم”.
وأقحمت المواقع المحلية المصرية دار الإفتاء على خط المواجهة، واقتبست فتاوى قديمة للدار ونشروها على أنّها ردا على المسلسل، عن علاقة الزوج بأمّ زوجته، وما حكم الشرع فيها.
واسترسل كريم العدل قائلا: “لا أمانع بشكل عام مشاركة أي مؤسسة برأيها، سواء دينية أو غيرها، فكل المؤسسات وحتى الأفراد لديهم كامل الحق في إبداء رأيهم في أي عمل فني، ولكن ما أمانعه وأعترض عليه هو مصادرة الأفكار أو منعها من الخروج للنور، فالفن لديه كامل الحق في طرح أي مشكلة أو موضوع”.
وعن عرض العمل على الفقهاء قبل تنفيذه أوضح: “لم يتم عرضه بشكل رسمي، ولكن بشكل ودي، تحدثنا مع أصدقائنا من رجال الدين المتفتحين، عن كيفية طرح ذلك الموضوع الشائك وعن كيفية تخفيف حدته على المشاهدين حتى لا يكون صادما بشكل كبير”.
ونفى المخرج المصري حدوث أي خلافات بينه وبين الفنان كريم فهمي، بعد انتشار شائعات تشير إلى ذلك؛ قائلا: لم يحدث بيننا أي خلاف على الإطلاق، عندما بدأنا في كتابة الحلقات، كانت جلسات التحضير بيني وبين كريم فهمي بها كيميا فنية عالية، وهو الشيء الذي لم نكن نعلمه أو نتوقعه، وكانت أفكارنا متقاربة إلى حد كبير فيما يخص المعالجة الدرامية، وحرصنا على خروج الموضوع والحلقات بشكل راق، دون ابتذال، نظرا لحساسية الأمر وجرأته”.
ولا يرفض العدل فكرة مشاركة المخرج في كتابة أو تأليف العمل: “المشاركة في الكتابة أو التأليف يسهل عملي كمخرج كثيرا فأصبح قادرا على رؤية الأمور بشكل أوضح، والتحكم بالقصة يصبح أسهل وأستطيع وضع وجهة نظري في السيناريو نفسه ليس فقط في الصورة”.
مجنون ليلى
ويؤكّد المخرج المصري ثقته في فريق عمله، قائلا: “أثقُ في ممثليني جدا، ولا يوجد ممثل لم يتم اختياره بعناية، وعندما تم الاتفاق والتنسيق مع كل الممثلين، شرعنا فورا في بروفات الطاولة، وكنا نجلس سويّاً ونقرأ الحلقات، وكل منّا يطرح وجهة نظره في الشخصية أو المشاهد أو طريقة تقديم المشهد وبالتالي كانوا جميعا جاهزين ومتوحدين مع شخصياتهم عندما بدأنا التصوير”.
وعن أقرب الأشخاص إليه والذين يثق بآرائهم أجاب: “والدي الدكتور محمد العدل، فوالدي من أكبر الداعمين لي على مدار مسيرتى، وأعجبه المسلسل بشكل كبير، أكثر من أي عمل قدمته من قبل، فهو يحدثني بعد عرض كل حلقة ويتناقش معي في محتواها، وينتظر الحلقات المقبلة”.
وختم حواره مع موقع “سكاي نيوز عربية” بالكشف عن أجدد أفلامه قائلا: أستعد حاليّاً لتصوير فيلم بعنوان “مجنون ليلى” وهو من تأليفي وإخراجي، وما زلنا في المراحل الأولية للتحضيرات، فهو فيلم صعب تنفيذه، وبالتالي سيأخذ فترة تحضيرات ليست بالقليلة”.