الكتاب

تراجع دور الإتحاد الإفريقى فى السودان … أسباب و حلول

عمار العركى

* من المتوقع زيارة السودان مطلع نهاية الأسبوع الثانى من الشهر الجارى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى التشادى “موسى فكى وبمعيته النيجيرى ” بانكولي اديوي” رئيس مفوضية مجلس السلم والأمن الافريقي ، والمورتانى محمد الحسن “ود لبات”، رئيس ديوان مفوضية الاتحاد الافريقي ، وكانت آخر زيارة قبل عام، في فبراير2022م ، التى هدفت ” بحسب موسى ” (الوقوف عن كثب على الأوضاع، والاستماع للأطراف السودانية كافة. وأن الوفد لم يأتِ بحلول مسبقة للأزمة السودانية، وبعد عودته ربما تتبلور لديهم مقترحات عملية للحل، وأشار فكي إلى الدور الإيجابي الذي قام به الاتحاد للتوفيق بين الأطراف السودانية في عام 2019، ما أفضى حينها إلى التوصل لاتفاق.
* تاتى زيارة “موسى” فى ظل مستجدات وتوترات أمنية اقليمية ، وتطورات داخلية للأزمة السياسية التى لم يفى ” موسى” حيالها ” ببلورة مقترحاته و حلوله” كما يجب وكما وعد فى زيارته السابقة.
* سيلتقى “موسى” بالبرهان” والمسئوليين الحكوميين والفاعلين فى الساحة السياسبة السودانية ،وان كان لم تضح أجندة الزيارة ، لكن نتوقع ان يتم مناقشات مسألة عضوية السودان بالإتحاد الأزمة السياسية السودانية الراهنة والاتفاق الإطارى ، كذلك ستكون التطورات الأخيرة بدول الجوار السوداني خاصة الجارة “تشاد “محل الإهتمام والنقاش .
* لا نتوقع للزيارة إحراز أيما تقدم فى اي من الملفات التى ستُناقش ، على خلفية تعاطى “موسى” مع ملف السودان ككل ، مع عدم الرضا الحكومى عن دور الإتحاد الذى تراجع حيال، قضاياه وحقوقه داخل الإتحاد ، لعدة أسباب ، منها وضع إعتبارات وتقديرات لدول على حساب السودان ، فتجميد عضوية السودان بسبب “الإنقلاب او احراءات 25 اكتوبر” المختلف حوله، بالرغم أن الإنقلاب الذى وقع في تشاد – موطن موسى – كامل الدسم ومتفق عليه لم تجمد عضوية تشاد. ، ثم ياتى “موسى ” ، يطلب من السودان التعاون في هذا الملف؟
* كذلك هنالك إتهامات “للمفوضية الإفريقية ” بالمحاباة والإنحياز للدولة صاحبة المقر ، وتعمد تعليق عضوية السودان وإطالة أمد تجميدها ، بغرض إطالة أمد تجميد “مفاوضات سد النهضة” تحت ذريعة تعليق وتجميد عضوية السودان بالاتحاد.
* بخصوص الأزمة السياسية الداخلية فدور الإتحاد الافريقى غير ملموس، ان لم يكن سالب ،بعد أرتضى مبعوث الاتحاد الافريقى أن يُقزم دور الإتحاد من محورى أساسى ، الى ثانوى تابع ، والإكتفاء بدور ناطق رسمى بإسم الآلية الثلاثية برئاسة ” فولكر” الذى صادر حق الإتحاد المبدئى فى أن تكون حلول المشكلات الإفريقية داخل “البيت الإفريقى” ، فاصبح الإتحاد الإفريقى “ضيفاً” ، وفولكر “صاحب البيت” ، ذلك قبل أن يعود الإتحاد الإفريقى للآلية بعد ” الخدعة التمويهية ” بتعليق نشاطه داخل الآلية إحتجاجا على تغول “فولكر والرباعية”.
* بعد عودة الإتحاد الإفريقى “بصفقة ما” إستوحيناها وتوقعناه من خلال زيادة وتيرة تدهور دور الإتحاد داخلة الآلية ، وإستسلامه التام لفولكر والرباعية.
* كذلك نجد ان “موسى” كان له دورا مباشرا فى تراجع دور الإتحاد ، وتأزيم الأزمة السودانية ، من تقديرات وإجرءات إدارية داخل المفوضية، تُعد “ترضيات” لدول على حساب دول ، فكان وأن أرضت المفوضية ” لمملكة المغربية” العائدة للإتحاد لحظيرة الإتحاد بعد سنين الخروج والمقاطعة ، على حساب “السودان” ، وذلك بتعيين المغربى “محمد بلعيش” قليل الخبرة التجربة العملية بالمنطقة كمبعوث اقليمى والذى لم يسبق له العمل كمبعوث إقليمى، وكل مؤهلاته انه سفيرا سابق لبلاده في ليبيا والسودان ، أضافة لمذكرة توصية ملكية مرسلة الى موسى فكى ” بإعتماده ، والذى أتى به للسودان “كأسوأ خلف لخير سلف” ، المورتانى “محمود كان” والذى نجح وتميز فترة عمله كمدير لمكتب الإتحاد بالخرذوم 2008م-2018م، وقد ترك بصمات واسهامات عديدة تخطت الدعم والسند، السياسى العام الى دعم المشاريع المجتمعية والشعبية خاصة شئون المرأة، وقد تم تكريمه بوسام النيلين نظير اسهاماته تلك وتطويره لعلاقة السودان بالإتحاد الإفريقى ، قبل أن يتقدم بإستقالة “إجبارية” يُسال عنها مفوض الأمن والسلم بالاتحاد “بانكولى اديوي”.
* لم يكتفى “موسى” بمنح “محمد بلعيش” ما لا يستحق ، فأغدق عليه بمنصب المبعوث الخاص على حساب.السودان و والمبعوث السابق ،المورتانى الغنى عن التعريف والتوصيف “ود لبات” ، الذى نجح فى مهمة الوساطة التى توجت بالاتفاق ، الدستورى ، فلما آنس فيه “موسى “، الكفأءة والنجاعة والقدرة ، أبعده عن طريق ” بلعيش”، إدخره لنفسه كرئيس للديوان المفوضية .
* ومن هنا كان دور الإتحاد الإفريقى بالسودان عد تنازلي، عما كان عليه قبل انقلاب/ إجراءات 25 اكتوبر ، حينها كان السودانيون مُثلجي الصدر ممتنون للإتحاد الافريقي وود لبات ، ولأثيوبيا وابي أحمد ، فى الوساطة و تقريب وجهات النطر التى كُللت بتوقيع الوثيقة الدستورية فى أغسطس 2019م .
* كذلك كان لحكومة (حمدوك ) دور فى كشف ظهر السودان و والتفريط فى حقوقه و مكتسباته بإزاحة خيرة العناصر السودانية الخبيرة ومؤثرة، الممثلة للسودان فى الأررقة والهياكل الوظيفية اللإتحاد بدعوى “فلول” ، وكشهادة فى حقهم ، تمسك بهم الإتحاد ورفض الإمتثال لطلب حكومة بلادهم بالإستغناء عنهم تقديرا لكفاءتهم وتميزهم ،
9 خسارة السودان لوظائفه وعناصره الوطنية الخبيرة ، كان أحد أسباب فقدان السودان لميزة التأثير والتقدير ، واصبح حقل للتجارب والمجاملات والترضيات ومستودع للحالات الخاصة والعاهات.
خلاصة القول ومنتهاه :

* أما آن الآوان للعواصم الأفريقية أن تزيد من وتيرة المطالبة بإصلاح الاتحاد الأفريقي وتنشبط الدعاوى السابقة التى تفحرت فى، قمة اديس ال 29 ثم خبإت، حتى ينهض ويضطلع بدوره المنوط بفاعلية مُثلى ، دون الإرتهان لإرادة أى من دولة عضو.
* اما آن للعاصمة “الخرطوم و للبرهان” الإنتفاض فى وجه “موسى ومحمد”،وإختصار أجندة الزيارة المرتقبة على “ملفي إعادتين ” فقط حتى يتسنى للسودان التعاون في باقى الملفات :
– “إعادة” عضوية السودان ومساوته فى هذا الصدد بالدول الأخرى فى شغل المواقع والوظائف داخل منظومة الإتحاد .
– “إعادة” النظر فى عمل مكتب الإتحاد الإفريقى بالخرطوم وإصلاحه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى