الكتاب

خبر وتحليل.. عمار العركى | لقاء أفورقي مناوي التوقيت والدواعى

* أعلن حاكم إقليم دارفور السيد “منيّ أركو مناوي” عن إجراءه مباحثات مع الرئيس الاريتري “أسياس أفورقي” ، تركزت على نقل التعاون ونقل الخبرات ، حيث قام مناوي الأسبوع الفائت بزيارة إلى أسمرا على راس وفده من وزراء حكومته. التقى خلالها بعدد من المسؤولين الاريتريين.
* وقال مناوي فى صفحته على فيسبوك ، بشأن لقاءه مع أفورقي: “تناقشنا في مجالات عديدة أهمها مسألة نقل الخبرات والأفكار في تشييد المصانع والسدود وغيرها إلى الشعب السوداني وإنسان إقليم دارفور بصفة خاصة” ،وكشف عن أن الفترة المقبلة ستشهد (وصول كوادر اريترية للإقليم تتضمن مهنيين، وحرفيين، وكوادر طبية، ومهندسين زراعيين لتنزيل الأفكار المتفق عليها إلى أرض الواقع.
* كل متابع للأوضاع السياسية والأمنية الراهنة والجارية الآن في دارفور يصعب عليه إستيعاب وتصديق خبر الزيارة أعلاه ونقل ( الخبرات والأفكار الإرترية في تشييد المصانع والسدود للشعب السودانى؟؟؟) ، ولكني استوعب وأصدق “مناوي” في الجزئية الأخيرة من الخبر حين كشف عن (( الفترة المقبلة ستشهد،وصول. وصول كوازر ارترية للإقليم تتضمن ، حرفيين ،وموادر طبية ومهندسبن زراعيين. لتنزيل الأفكار المتفق عليها الي ارض الواقع)) ، واي متابع لعلاقة مناوي بافورقي وعلاقة الأخير بشرق وغرب السودان وأجندته الخاصة بالمنطقين ، يستطيع القراءة الصحيحة لما بين سطور الجزئية الأخيرة هذه.
* علاقة مناوي بأفورقي علاقة إستراتيجية قديمة منذ بداية مناوي لتمرده او “كفاحه المسلح”، ولم تنقطع هذه العلاقة حتي الان ، شأنه شأن كل الحركات الدارفورية النافذة فى اتفاق جوبا ، والجميع يذكر الدعم القوى والتنسيق الجيد مع أفورقي منذ بدايات المفاوضات وحتي التوقيع.
* معلوم بالضرورة، ان الرئيس أفورقى لا يتعاطى ويتعامل مع السودان عبر القنوات الرسمية والطرق الدبلوماسية المتبعة ، ويميل الى التعامل مع الأفقى ومن خلف كل الحكومات المركزية التى تعافبت منذ تقلده رئاسة الدولة الإرترية الوليدة مطلع تسعينات القرن الماضى ، ان كان على مستوى شخصى بأفراد وأشخاص حكوميين فى المركز او الولايات او الكيانات السياسية في المعارضة وصولا للفئات المجتمعية الشعبية ، والشواهد متعددة ومتجددة باستمرار ، آخرها هذا الذى تم بين حاكم دارفور وأفورقى بدون اي دور أو لربما “عدم علم” الجهات السيادية والحكومية المختصة ومعنية.
* اللقاء تم فى توقبت مهم جدا (لأفورقي) الطامع ومتطلع للسيطرة والتحكم فى شرق السودان ، وذلك من خلال الحراك الملحوظ على (مستوى شرق السودان وغربه واتفاقية جوبا ومسار الشرق فيها) ، بإعتبار هذه المستويات تُخبئ فى جوفها كل آمال وتطلعات وأطماع أفورقى فى السودان ،
* ايضا، ذات التوقيت يشهد عودة كل (كروت أفورقى) للعمل والتفعيل الممثل فى (أصدقائه وحلفائه الإستراتيجيين القدامى) وتأثيرهم على المشهد (مولانا الميرغنى، ايلا ، موسى محمد احمد ، عرمان ، مريم الصادق ، الأمين ترك ، شببة ضرار ، محمد طاهر ، مناوى …الخ )فجميعم لديهم تحالفات وتفاهمات تاريخية ومصالح استراتيجية مشتركة مع اسمرا، فبالتالى أى خلافات وتشاكسات فيما بينها يضر كثيرا بأجندة ومصالح أفورقي في السودان.
* سبق وأن سعى أفورقى الى تدارك “تثبيت موطئ قدمه” فى شرق السودان بسبب هذا الخلافات والتشاكس فسعى وباسلوبه الغير رسمى الذى اشرنا لع فى جمع دعوة القيادات والادارات الأهلية بالشرق بمساعدة وتنفيذ من رجل المخابرات والسفير الارتري بالخرطوم عيسى احمد عيسى , قبل أن تتدخل السلطات فى اللحظات الأخيرة وأعادت عشرات من زعامات الشرق بعد أن قطعوا الحدود لإريتريا لتلبية دعوة لمائدة حوار حول الأزمة رتب لها الرئيس الإريتري أسياس أفورقي.
* الآن ، تفأقمت ازمة الشرق عموما.،وكروت وحلفاء أفورقى مهددة جراء التشاكس والخلافات بينها ، والإقصاء السياسى من المشهد القادم بحسب الإتفاق الإطارى ، إضافة للحديث.عن الغاء وتعطيل العمل باتفاق جوبا وازمة مسار الشرق والتصعييد السياسى ولربما العدائي بين مكونات الشرق فيما بينها ، ومع جماعة التغيير المدنية النافذة والصاعدة للسلطة عبر الاتفاق الاطارى ، علما بأن السيد أفورقي يجاهر بالعداء للحرية والتغيير والمكون المدنى عموماَ منذ بداية التغيير فى السودان ، وكان له أن نصح الفريق اول البرهان فى اول زيارة للأخير الى أسمرا بعد التغيير بغرض تنوير وإطلاع “أفورقى” بالاوضاع والتغيير الذى تم ، فكان وأن قدم افورقى النُصح للبرهان ” بأن يتخلص من المدنيين ، ويواصل حكمه وإدارة الفترة الإنتقالية عبر المجلس العسكرى منفردا ، الي حين إجراء إنتخابات” ، حيث كان أفورقى يخشى وما زال إنتقال عدوى التغيير والثورة الى ارتريا.
* أعتقد ان أخطر ما فى هذه الزيارة ، ولقاء مناوى بأفورقى هو ( وصول كوادر ارترية.الى السودان ) وفى ظل السيولة المخابراتية والأمنية ، حرية العمل المخابراتى العدائى وضُعف مكافحته ومقاومته ،خاصة أن أرتريا لديها وجود إستخبارى وخلية أمنية متواجدة في مدينة “أبشي” شرقي تشاد والمجاورة لدارفور منذ فترة طويلة، وكانت لها علاقاتها مع حركات دارفور”
* بالتالى، اتوقع أن يننقل “أفورقى” من دائرة القول والعمل بالواجهات والسواتر ، الى دائرة الفعل والعمل المباشر ، فالوقت والأحداث داخل السودان تمضى متسارعة بصورة ليس فى مصلحة “أفورقى” وتهدد إستقراره وسيطرته داخل ارتريا ، لذلك كانت زيارة مناوي – واتوقع زيارات أخرى لمسئولين وفاعلين آخرين – على عجل ، والوصول لهذا الاتفاق على عجل ، واتوقع وصول الطليعة الاولى من الكوادر الإرترية على أعجل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى