الكتاب

كلام بفلوس | احذر من إغتيال الدبلوماسية وأبعد من تعينات الترضية !!!

فى هذا الزمن الاغبر ونحن نبحر فى محيطات الاغتراب .. آلاف المشاغل تتوالد فى حياتنا والسؤال يفرض نفسه علينا هل الدبلوماسية رجعت لمكانها الصحيح ؟ وخصوصا فى حقل وزارة الخارجية .. هاجس مخيف ظل يستيطر الأن على أغلبية الدبلوماسيين حيث يظل الدبلوماسى منهم يدفع زهرة عمره وسنواته بكد ثم تفاجأ وهو على مشارف تولى منصب قيادى أو ترقية لدرجة سفير بآخر إنتزع منه ثمرة هذه السنوات وأخذها لنفسه أو منحت له بغير وجه حق !!.

وإذا كان الدبلوماسى يتدرج فى عمله إستنادا إلى خبرات إكتسبها ومواهب وقدرات معينة لديه فإنه لم يعد أمامه مايطمح إليه فى تبوئه منصبا قياديا أو قطف ثمرة نبوغه وتدرجه فى وظيفته على مر السنين لأنه بالطبع لم تعد إليه ثقة فى جنى تلك الثمرة أو الوصول إلى سلم القيادة يوما – ما – مادام أن هذا المكان بات على موعد للقادمين إليه من الخارج .. أما الأخطر فى الأمر فإن بريق العمل الدبلوماسى لن يصبح مغريا للموهبين والراغبين به وسيدفع بهم إلى سلك طرق أخرى مادامت لعبت إعتبارات أخرى سلبت منهم جنى ثمار عملهم لسنوات طويلة لشخوص ليسوا من العمل الدبلوماسى فى شئ ولا صلة لهم به ولكنهم يتربعون عليه .

ولعل أصحاب الوجعة يتذكرون حديث رئيس وزراء السودان الراحل محمد أحمد المحجوب حين قال :-
إذا حكمنى مسلم فلن يدخلنى الجنة .. وإذا حكمنى ملحد فلن يخرجنى من الجنة .. وإذا حكمنى من يؤمن لى ولأولادى العمل والحرية والكرامة وعزة النفس فسأقف له إحتراما وإجلالا ويبقى دخول الجنة من عدمه رهين إيمانى وأعمالى .. فكفوا عن التنازع على السلطة بإسم الدين معتقدين بأنها طريقكم إلى الجنة .. فليست وظيفة الحكومة إدخال الناس الجنة وإنما وظيفتها ان توفر لهم جنة فى الأرض تعينهم على دخول جنة السماء .

فاحذر أيها المسؤول من إغتيال الدبلوماسية (وأضع) الدبلوماسى المناسب فى المكان المناسب (وأبعد) من تعينات الترضية لهذه المناصب من خارج الوزارة الفتية .. ولعل فشل السابقون واضح وضوح الشمس فى رابعة النهار حيث لم يتمكنوا من تكوين وزارة قوية يلتف حولها أصحاب الخبرة والدراية والعلم والثقافة وذلك لعدم وجود التربة الصالحة والتى عجزوا عن تفعيلها حتى عن طريق الاسمدة ذات الخصائص جيدة المفعول .. الأن الأمل معقود فى الوزارة الجديدة لاستقطاب الدبلوماسيين اصحاب الثقل والمعرفة العامة الذين يمثلون السودان ويتحدثون بإسمه فى الخارج .. وسوف يكون هؤلاء عنوانا للمقدرة السودانية وكفاءاتها لنفتخر بهم أمام العالم .. وكفى .

تاج السر محمد حامد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى