ياسيدی،جابولك ولد،،ياسيدی،فرحانی البلد !!
-محجوب فضل بدری-
-لمولانا السيد محمد عثمان الميرغنی، بيعة فی عنقی عقدتها معه بمنزل عمنا سيداْحمد ود القاضی -حفيد قاضی مروی شرق (اللَّمين ود ياسين)، وكنت بعد تلميذاً صغيراً، عندما وَفِدَ إلی قريتنا الوادِعة،السَيِّد وَدَ السَيِّد،يحف به كبار رجالات (حزب الشعب الديمقراطی)،السيد احمد السيد حمد،والسيد محمد عبد الجواد،وكبار الخلفاء، فی موكب مهيب،قوامه أسطول من عربات الميركوری،التی لا عهد لقريتنا بها، التی لم يكن (دربها الوسطانی) يعرف غير اللواری المتهالكة،وكوامر الحكومة،وعربية الإسعاف التی كُنَّا نقرص آذننا عند مرورها،كفايةً لشرِّها !!
-وتلقی السيد محمد عثمان الميرغنی البيعة ،فی حياة والده الحسيب النسيب السيد علی الميرغنی،ورددنا كلمات البيعة التی تنص علی( بايعت السيد محمد عثمان شيخاً لی فی الدنيا والآخرة ) !! وإزدادت زغاريد النسوة،عندما لمعت فلاشات الكاميرات -أثناء البيعة- فی وجه السيد،وقُال الناس،النور شلع (لمع) فی وجه سيدی إذ لم يعرفوا (الفلاش) من قبل،وكانت زيارة السيد محمد عثمان هی الفرحة الثانية التی عمت قريتنا،بعد الفرحة الأولی بعد إعلان مولده،وترددت علی الألسُن،الكلمات (ياسيدی جابولك ولد ياسيدی فرحانی البلد) وانتفخت جيوب صغار الخلفاء (بالهدايا) وما أدراك ما الهدايا !!
-وطيلة هذه العقود التی تصرَّمت،منذ تلك البيعة،إحتفظ السيد محمد عثمان بمكانته الرفيعة فی نفوس المريدين والأتْباع،ونأی بنفسه عن المناصب الرسمية -كشاْن والده (السيد علی)- فعندما لاحت له فرصة أن يكون رٸيساً لجمهورية السودان،قدَّم شقيقه الأصغر (السيد أحمد) رٸيساً لمجلس السيادة،والتزم السيد محمد عثمان طيلة حياته التمسك بوحدة البلاد،وصيانة أستقلالها،والإعتزاز بجيشها،ورفض التدخل الأجنبی فی شٶون البلاد الداخليه،وأعتماد الشريعة الإسلامية،والدستور الإسلامی فی أی أمرِ ذی بال،وعبَّر عن كل ذلك فی جميع المواقف الكبيرة،بكل وضوح وصرامة،وقد أُتيحت لی الكثير من الفرص،للقاء سيادته مباشرة،فی الداخل والخارج،منذ تلك البيعة،أواٸل الستينات۔
-والآن وقد إدلهمت الخطوب،وتكأكأت الأُكلةُ علی قصعة السودان،وناء الدهر بكلكله علی بلادنا،وإستنسر بغاث الطير ،وساد القحط فی عهد القحاطة (الله يكرم السامعين)
فی هذه اللحظة الفارقة هبط الطاٸر الميمون بمطار الخرطوم،يحمل مولانا السيد محمد عثمان،بعد عقد من الزمان،ولستُ معنيَّاً،بتفاصيل ما يدور فی البيت الكبير،من خلافات، فإذا جاء الماء بطل التيمم،و الكبير كبير ۔
– اللهم أبرم لبلادنا أمر رشدٍ أهل طاعتك،ويُذَلُّ فيه اْهل معصيتك۔