عمار العركى | فوز السعودية وحُلم الوحدة العربية
* كرة القدم كرياضة كونية ، أصبحت لاعب أساسى فى لعبة السياسية العالمية ، وهنالك كثير من العلاقات السياسية المقطوعة و المتوترة ، أعدتها وأصلحتها الرياضة ، لذلك دوما يكون التنافس والتسابق لنيل شرف تنظيم نهائيات كاس العالم سباق سياسى فى المقام الأول يتطلب.لياقة سياسية ومهارة فى توظيف كل الإمكانات المتاحة بما فيها،العلاقات السياسية و التمريرات البينية بين الدولة المرشحة للإستضافة والدول (دائمة العضوية) مجلس الأمم الكروية المتحدة (الفيقا)، وهذا ما نجحت فيه قطر قبل 12 عام ، حين حازت على هذا الشرف ، فى حينها لم يكن ملفها (الكروى) يؤهلها لذلك ، لكن ملفها (السياسى) ، تمكن من إقناع الجميع بأن قطر وبعد 12 عام ، ستكون مؤهلة و (جاهزة) للمهمة ، وقد كان وأكثر من المتوقع لدرجة أن قطر إختارت مفردة ( قطر جاهزة) ، شعارها المعلن لهذه المناسبة ،
* الجدير بالذكر ، أن قطر خاضت غمار السباق لنيل هذا الشرف في ظل تحديات وصعوبات وتعقيدات سياسية على مستوى الداخل الخليجي والإقليمي ،ووجدت مضايقة ومعارضة خاصة من (ذوى القُربى) إستمرت طيلة ال 12 عاما ، وحتي قبل مباراتها الإفتتاحية مع (الأكوادور) والتى خسرتها (آداءا ونتيجة)، حيث كانت هنالك هجمة سياسية مرتدة أخيرة لتسجيل هدف فى مرمى قطر السياسى عبر فبركة أرقام وإحصائيات فى ملف حقوق الإنسان ووفاة الألاف من العمالة الوافدة خلال الإنشاءات والتشييدات استعدادا للمناسبة ، واستطاعت قطر دحض هذه (القرية)، والمحافظة على (شباكها السياسية) خالية من الأهداف طيلة ال 12 عاما وحتى لحظة مباراة الإفتتاح ، رغم أن (شباكها الكروية) إستقبلت هدفين غير مهمين (سياسيا) من الإكوادور ، وليس بذات أهمية تذجر ، فالأهداف الكروية ليس ذات أهمية هنا.
* الأهمية الكروية و السياسية الحقيقة تجلت وبانت اليوم فى (انتصار الممكن السعودي على المستحيل الإرجنتيني ) فى وجود السحرة وكبيرهم (ليو ميسى)- فعذرا يا سادة ، ان لم استطيع عكس ردور افعال المباراة – لان وحتى لحظة كتابة هذا المقال الجميع داخل الاستاد وامام الشاشات فاغر الفاه ، وخالى الفؤاد ، جاحظ العينين ، لم يستوعب بعد صدمة هزيمة الارجنتين ولا حقيقة فوز السعودية!!؟
* اما عن ردة فعلى الشخصية كانت مع انطلاق صافرة الحكم فى شكل سؤال ضخم ومعقد؟! هل فوز السعودية على الارجنتين يكون سبب فى وحدة خليجية عربية اسلامية ؟
* فقطر بتنظيمها لهذه المناسبة قطعت شوطا كبيرا فى هذا الاتجاه من خلال العديد،ث من الرسائل التى صاحبت فترة الاعداد وحتى حفل الافتتاح الخرافى
* السعودية بدورها ، اكملت هذه اللوحة بهذا الظهور الكروى القوى والسحرى مؤكدة على أحقية وجاهزية العرب المسلمين وغيرهم بجانب امكانياتهم السياسية والإقتصادية التى تكفلت بها شقيقتها قطر ، فها هى تثيبت الإمكانات الفنية والكروية بهزيمة البطل المرشح.
* السعودية بهذا الانتصار ، أعادت الثقة فى للاعبي قطر بعد خسارتهم الاولى في المباراة الإفتتاحية ، وأخذت الثأر لقطر ، وأخرست الألسن الشامتة والمستهزئة التى قالت ان (قطر تذكرت كل شئ ونسيت منتخبها)، واتوقع بعد فوز السعودية هذا ، سيكون دافعا مهما لمنتخب قطر والمنتخبات العربية الأخرى بالظهور بمظهر مقارب إن لم يكن مطابق.
* كرة القدم كما قالت لنا السعودية لا تعرف المستحيل ، وتحقق أكثر مما هو متوقع ويخطر على البال ، فهلا يكون فوز السعودية اليوم ، وتبادل الأدوار والتعاون والتفاهم الكروى الرياضى بين المنتخبات العربية ، يكون اول خطوات ازالة (بقايا) متعلقات خلافية سياسية قديمة فى نفوس السعوديين والقطريين ؟ ، هل يعد ذلك خطوة مهمة فى عودة الأمور والعلاقات (بحق وحقيقة)بين الكبيرين العربيين لوضعها الطبيعى ، مما ينعكس ايجابا على الأمة العربية ؟ هل بإستطاعة المنتخب السعودي الكروى ، تسجيل (رومنتادا) فى شبكاك السياسية وتمزيقها ؟ أظن أن هذا ممكن جدا ، فكرة القدم والسعودية لا يعترفان بشئ إسمة (المستحيل)