الكتاب

رسالة إلى ادارة فضائية الجزيرة، والجزيرة مباشر.. عادل عسوم

(الرسالة تخص -فقط- السودانيين العاملين في الأدارة، ممن لهم اسهام في اتخاذ القرار والاشراف على مايخص السودان، إن كان في مكتب القناة في الدوحة أو في الخرطوم).
أتابع الان نقل الجزيرة مباشر لما تسميه في اسفل الشاشة (مظاهرات لمطالبين بالحكم المدني في السودان).
كثيرا ما أتابع الجزيرة مباشر وأرى فيها ذات المنظر ل(صغار سن) عددهم في حدود العشرات وقد يقلون عن المائة وقد يزيدون أحايين، تتبعتهم في الشاشة فلم اجد منهم من يزيد عمره عن الخامسة عشر.
كم تألمت وأنا أعلم بأن هذا النقل بتفاصيله يسهم ويشرف عليه بعض السودانيين من العاملين في ادارة القناة!
ألا ترون -ياهداكم الله- بأن صور  بعض صغار السن هؤلاء وهتافاتهم التي تستمرئون نقلها للعالم من شارع او شارعين من شوارع وطنكم -عمال على بطال- ومايصاحبها من تخريب للطرقات نتاج افعال لغير رشد؛ تخصم كثيرا منكم كاعلاميين؟!، وتخصم من قدر الفضائية التي تعملون بها؟!؛ قبل أن تخصم من وطنكم ومستوى وعي شعبه الذي عرف به بين الآخرين في ذهن المتلقي على اتساع مستوى بث القناة؟!.
اسألكم بالله هل رأيتم -ان كان من فضائية الجزيرة حيث تعملون- أو من سواها من الفضائيات المحترمة منبرا ينشر مظاهرة لاطفال في اعمارهم، عراة الصدور، يقتلعون الانترلوك، ويخربون شوارع عاصمتهم، والغاية كما تكتبون عادة (للمطالبة بحكم مدني)؟!
وذات الاطفال تعلمون بأن الذين يخرجونهم كانوا الى عهد قريب يملون عليهم هتافات ب(لاءات ثلاث)، احداها لعن العسكر وقياداته، ثم يجلسون هم ليلا مع ذات العسكر يطأطئون لهم الرؤس ويستجدونهم للعودة إلى كراسي الحكم، بلا نخوة، ولامروءة، ولامباديء، ولاضمير؟!
 دعكم عن كون هؤلاء الأطفال لايعبرون أصلاً عن الشارع السوداني ولايمثلونه كما كانت تمثله مليونيات شباب من قبل لا في ال(كم) ولا(عمرا)، اذ يعلم يقينا كل من لديه شيء من وعي بأن هؤلاء الصغار يتم اخراجهم اغراء وهم السذج؟!
فما الذي يدفعكم لهذا النقل الذي يزري بوطنكم ويزري بكم ويقدح في وطنيتكم؟!
أما إن كنتم تمالئون من يخرج هؤلاء المساكين السذج بكل مافيه من سلب؛ فسيسجل التأريخ ذلك عليكم في صفحات قوامها الخزي والعار، والاسماء منكم تقل عن عدد أصابع اليد الواحدة، ويعرفها القاصي والداني في السودان.
اتقوا الله في وطن نشأتم فيه ورباكم وعلمكم و(لحم اكتافكم من خيره)، وتسربلوا بشرف المهنة، واقنعوا ادارة القناة بنقل المظاهرات التي تتبينون بأن الخارج فيها خارج بارادته، وواع بمضامين هتافه، لكي يصدق ماتذيلون به نقلكم في أسفل الشاشة، فهؤلاء الصغار يكفي ان قوانين الانتخابات في أرجاء الدنيا لم تجعل لهم حقا في التصويت في دلالة لاتقبل الجدل بانتفاء نضجهم، وان سأل سائل منكم كيف نعرف ان الذي يخرج في مظاهرة يخرج بارادته وانه واع بما يهتف به؛ الإجابة عن ذلك تكمن في نجاعتك كاعلامي (حقيقي) له كاريزماه التي أهلته ليكون في الموقع الذي أنتم فيه الآن.
ياهؤلاء، اتقوا الله
وأحترموا وطنكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى