تأجيل تشريح “3” آلاف جثة مجهولة الهوية
الخرطوم: صوت السودان
قررت السلطات السودانية تأجيل تشريح نحو 3 آلاف جثة مجهولة الهوية تمهيداً لدفنها ، بسبب تنامي الرفض للخطوة التي كان مقررا بدؤوها الأحد.
وأصدر مجلس السيادة السوداني في أبريل الماضي قراراً بتشكيل لجنة فنية لدفن الجثث مجهولة الهوية التي تكدست بثلاجات المشارح والمستشفيات منعا للمخاطر البيئية والصحية ، لكن القرار وجد اعتراضات من أسر ضحايا ثورة ديسمبر والقوى السياسية لاحتمالية وجود المفقودين في مجزرة فض اعتصام القيادة العامة للجيش للعام 2019 ضمن الجثث المكدسة في المشارح.
وحددت اللجنة بعد اجتماعات مكثفة الخامس والعشرون من سبتمبر الجاري موعداً لبدء التشريح تمهيداً لدفنها وفقاً لإجراءات صارمة والتزاما ببرتوكول الصليب الأحمر في التعامل مع الجثامين المجهولة.
وقال عضو لجنة دفن الجثامين المجهولة عقيل النور سوار الذهب لـ”سودان تربيون” “تم تأجيل قرار التشريح، وسنعلن غداً الاثنين التفاصيل الكاملة حول هذه القضية المأساوية”.
لكن عثمان محمد الماحي عضو مبادرة “مفقود” التي تضم مجموعات شبابية تنشط في قضية “المفقودين” عقب حادثة فض اعتصام القيادة العامة قال لـ”سودان تربيون” إن تأجيل تشريح الجثامين يعود للحراك الذي نظموه خلال الأيام الماضية رفضاً للتخلص منها بهذه الطريقة”.
وأشار إلى أنهم يطالبون بفريق تحقيق دولي مختص في مسألة التشريح لأخذ عينات ومطابقتها مع ذوي المفقودين لاحتمالية وجودهم ضمن الجثث كما حدث في أوقات سابقة عندما تم العثور على عدد من المفقودين في المشارح بعد مرور فترة طويلة من وقوع الحادثة مثل جثمان الشهيد “قصي حمدتو”.
وأوضح بأن لجنة مجلس السيادة لن تلتزم بالمعايير الدولية كما أن عملها تنقصه الشفافية وأضاف بقوله “سنظل نقاوم أي اتجاه للتخلص من الجثامين بهذه الطريقة المستعجلة ونتمسك بشروطنا وهي وجود فريق دولي مختص”.
وتظاهر عشرات الأشخاص السبت، أمام مشرحتي التميز وأم درمان اعتراضًا على عملية تشريح ودفن الجثث مجهولة الهوية دون الاستعانة بفريق دولي.
وكانت لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص “المفقودين” التابعة للنيابة العامة قررت الأسبوع الفائت عدم المشاركة في تشريح وقبر الجثث مجهولة الهوية إلا بعد استصحاب التحقيقات التي أجرتها عن المشارح والاستعانة بفريق دولي في العملية.
وأعلنت وزارة الصحة ولاية الخرطوم في مايو الفائت عن إغلاق مشرحة مستشفى بشائر جنوب العاصمة الخرطوم بعد بدء نحو ألف جثة مجهولة في التحلل.