البرهان لـ(السياسيين): «ما عندكم غرض بالجيش ولا قوات الدعم السريع»
شهد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان صباح اليوم إحتفال القوات المسلحة بالذكرى (123) لمعركة كرري بمنطقة وادي سيدنا العسكرية.
وترحم سيادته على أرواح شهداء السودان عامة وشهداء معركة كرري خاصة، وذكر أن القيادة قصدت أن تقف اليوم في هذا المكان للإشارة إلى أن ذاكرة الشعوب هي التي تبني المستقبل، وأن السودان يمر اليوم بنفس الظروف التي مرت بها الأمة من قبل، منبها إلى أننا كشعب سنفقد مكاسبنا من ثورة ديسمبر المجيدة إذا لم نعي الدرس، لأن نفس الإدعاءات التي كانت تساق ضد الثورة المهدية مازالت اليوم توجه ضد الدولة السودانية، فينبغي علينا أن نستلهم عبر ودروس الماضي، لننتبه إلى وقف مؤامرات الحاضروكل ما من شأنه أن يشتت شملنا وينال من وحدتنا. وذكر سيادته أن الشعب السوداني وقواته المسلحة لم يتزحزحا أو يتراجعا يوم معركة كرري كما أن الدولة السودانية لم تهزم في المعركة، فالمستعمر لم يتسنى له دخول أم درمان إلا على أجساد وأشلاء جدودنا في ساحة المعركة، وأكد سيادته أن ما قام به جيش المستعمر كان جريمة ضد الإنسانية يستحق مرتكبيها الحساب، لأنهم مارسوا القتل والفظائع لمدة أربعة أيام بعد المعركة، وإستنكر سيادته السكوت عن المطالبة بالقصاص بحق شهداء كرري، و أنه ينبغي مطالبة دولة المستعمر بتقديم إعتذار رسمي لأسر الشهداء ولأبناء الشعب السوداني الذين أبادوهم بطريقة مقصودة تحت سمع وبصر كل العالم وقتها، وينبغي أن نصدع بهذا الحق لأن ماجرى كان بمثابة إبادة وتطهير عرقي لأبناء شعبنا لكسر شوكتهم، وفي نفس الوقت، على السودانين أن يفخروا بما قدمه أسلافهم من بطولات إعترف بها الغزاة أنفسهم، وأكد سيادته أن بذرة النضال مازالت موجودة تتوارثها الأجيال، فحري بنا أن نأتي إلى هذا المكان كل عام لنتذكر أن أم درمان كانت رمزية للدولة السودانية التي دافع عنها كل أبناء البلاد، و أضاف سيادته أن من قتل أجدادنا بالأمس هم من يتنادون اليوم لقتل ثورتنا وذلك بإستخدام نفس الأساليب القديمة في الدعاية السوداء وتغذية الصراعات القبلية والتشكيك في القيادة و التحريض على تفكيك القوات المسلحة، مشددا على ضرورة الإنتباه لذلك، ومشيرا إلى أن من يريدون تفكيك المؤسسة العسكرية السودانية من خلال تلفيق التهم والشائعات المغرضة لن يفلحوا في ذلك، وستظل هذه المؤسسة قوية ومتماسكة وقادرة على أن تعبر بالبلاد، وأن خروجها من السجال السياسي لا يعني أنها ستسمح لأي فئة أن تكرر ما قام به المستعمر من قبل أو ستستسلم لمن يريد أن يفعل بها ما يريد لأن أفرادها قادرون على المحافظة عليها. وفي ذات السياق، حذر القائد العام للقوات المسلحة من يحاولون إشعال الفتنة بين الجيش والدعم السريع، وأن القوات لن توجه سلاحها ضد بعضها البعض و أن لا شأن لهم بهذه القوات وغير مسموح لأحد بالتدخل في الشأن العسكري، وعليهم أن ينخرطوا في التوافق وتشكيل هياكل الحكم بعيدا عن محاولة إشعال الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية،ومجددا العزم على المحافظة على المؤسسة العسكرية لحين الوصول إلى حكومة منتخبة تتولى شأن البلاد، مضيفا بأننا نعاهد الجميع بأن راية القوات المسلحة ستظل عالية لآخر جندي أو يسقطوا دونها كما سقط أسلافهم من قبل في كرري، وستظل القوات المسلحة قابضة على جمرة وحدة البلاد التي أصبح يتربص بها المتربصون، ودعا في ختام حديثه من يهللون للقوى الإستعمارية في هذه الأيام إلى أن يرفعوا أصواتهم للمطالبة بمحاكمة من اعتدى على أسلافنا بدلا عن التصفيق لهم، مشيرا إلى أننا ينبغي ألا نشرك في شأننا الوطني من لا يريدون خيرا لهذا البلد. ومن جانب آخر، قدم البروفيسور حاتم الصديق محمد أحمد للحضور محاضرة قصيرة بعنوان ( كرري الدروس والعبر) وعقب عليها د.أحمد سمي جدو المتخصص في دراسة الثورة المهدية، كما تحدث في المناسبة اللواء (م) عبدالرحمن الصادق المهدي الذي أشار الى أهمية معركة كرري والتي حرصت وسائل الإعلام وقتها على تغطيتها، مشيرا إلى أن إحياء ذكرى كرري هي هزيمة للهزيمة العسكرية في المعركة، ودعا الجميع إلى ضرورة الوقوف صفا واحدا خلف القوات المسلحة وإنهاء حالة الإستقطاب السائدة وتناسي المرارات لأن البلاد تحيط بها التحديات من كل جانب، والعمل على فتح صفحة جديدة تستشرف المستقبل المنشود في الحرية والعدالة وسيادة حكم القانون. وعلى ذات الصعيد، تحدث الدكتور الصادق الهادي المهدي مشيرا إلى أن معركة كرري كانت عملية دموية لم يشهد لها التاريخ مثيلا، مشددا على أن القوات المسلحة السودانية التي خاضت المعركة قد جسدت قيم الأمة السودانية، وأن ما ارتكبه الجيش الإنجليزي حينها من فظائع وإجهاز على الجرحى والأسرى يستوجب أن تقدم بريطانيا إعتذارا للسودانيين، داعيا إلى أن يكون يوم ٢ سبتمبر يوما وطنيا في البلاد. يذكر أن إحتفال القوات المسلحة بالذكرى (123) لمعركة كرري بموقع المعركة قد تم بحضور السيد رئيس هيئة الأركان ونوابه وقادة القوات الرئيسة والمفتش العام بجانب قادة وحدات العاصمة وعدد من الحضور.