الكتاب

أيوب صديق يكتب: أقول للبرهان

 

هذا قدرٌ من قصيدةٍ طويلة، سبق لي أن نظمتها ونشرتُها، ردًا على شخصٍ من القحاتة، كان يشتم لي الكيزانَ دئمًا. وبها قدرٌ خَصصتُ به الأخَ البرهانَ أحذِّره فيه من القحاتة، وأنصحه بألا يركن إليهم، وهم الذين ادعوا آنذاك بأنَ لهم دروبَ وصلٍ به، أي بالبرهان.
والغريبُ أن بعضَهم ما زال يدعي استمرار ذلك الوصل.
والآن، أُعيدُ نشر ذلك القدر، وقد أجريتُ فيه بعض التعديلات القليلة وأضفتُ إليه بعض الأبيات الجديدة بمناسبة ما قيل من مساعٍ يَبذلها طرفٌ (ثالث)لإقناع البرهان بقبولِ قحتٍ وإشراكها في حكم السودان مرة أخرى.
وعلى الرغم مما قيل برفض البرهان ذلك، فيقال إن ذلك الطرف (الثالث) ما زال يوالي سعيه لعل البرهان يقتنع بعودة قحت إلى مسرح الحياة السياسية السودانية.
بل قال من يبشرون بتحقيق هذه الأمنية القحتية إن ما يُسمى (فعالية بورتسودان) التي كانت منتدىً لرهطٌ من قحت، ومن صناعة مستشارٍ في القصر الرئاسي( كما قالت بذلك الأختُ المجاهدةُ أم وضاح) فيبدو أن وزارة خارجيتنا، قد طارت بتوصيات ذلك المنتدى القحاتي في كل أفق، وقطعت بها مدىً واسعا في تنوير جهات عالمية وإقليمية، باعتبار أنها قد اعتُمدت لتكون العمود الفقري لحكومةِ (التكنوكراط) التي وُعـد بتشكيلها
ولذلك جاء نصحي للبرهان مرة أخرى، حيث أقول في ذلك:

قــلْ يا صــديقيَ للبرهــانِ ناصِحهُ
إن كان يَنْـتَـصحُ )البرهـانُ) أحـيانا

من كنتَ عَـنكَ قُبيلَ الحربِ مُبعدَهمْ
مُدنٍ إليك بَني قَــحــتِ وعَـــلمانا

لبوا نداءَكَ قـَبلَ الناسِ إذ عَـرفوا
سُـــــوحَ المعـــاركِ إرعــــادًا ونِـيرانا

فالجُندُ والمتطوعونَ الغُــــرُ وَحَّـدَهـمْ
حُــــبُ الجِهـــادِ بحــبِ اللهِ إخـــوانا

سار الجميعُ لإحدى الحُسنييْنِ مَـعــًا
لا يرهـبون حَــياضَ المــوتِ شُجعانا

إما الشهادةُ، أو نصرٌ يُعزُّ بهِ الســــودانُ غيرَهـــما ما كان  ســــودانا

فالكُـلُ مُحتضــــنٌ للمــوتِ مِــدْفَعَه
للـديـنِ  مُـنـتــصـــرًا، للهِ غَــضـــبانا

يَحمي الذِمارَ، وقحتٌ وفــدُها ثَـمِلٌ
يطوي اللياليَ في الحاناتِ سَـكرانا

في لَهفةٍ لوصــولِ الحكمِ مُمتَطِــيًا
مَـتنَ العَمــالةِ  بالأوهــامِ نَشــوانا

إن الخِـــيانةَ تـجــــري  في دمـائِهــمُ
باتوا بحــانتِها بالسُــكــر إدمــانا

قالوا فقد ضَمِنَ البرهـانُ عَـودَتَهمْ
والشعبُ لم يَكُ للبرهــان مـِذْعـــانا

خسِئوا فَـلَن تطأَ السودانَ أرجَلُهم
إلا  صـــناديقًــا مِنهــمْ وأكـــفـانا
*****
خانوا وِدادَكَ يا(برهانُ) وامتثلوا
للــدَعْــــمِ عَــلَلَهمْ مالاً  وسُلطانا

كانوا شهودَ صَباحِ الحَربِ إذ ضَمنوا
بالوهم قتلَكَ، باتَ الكُلُ جَــذلانا

إذْ كان قتلُك يا بــرهــانُ بُغيتَهم
قل لي بربك هـل أُنسـيتَ ما كانا؟

ما كنتَ أولَ مَنْ يَجزي اللئامُ قِـلىً
فَهُـمُ اللئامُ  وقـــد جــازوْكَ نُكــــرنا

وبرغـمِ غَضِكَ طَـرفـًا عـن مساوِئهمْ
ما زال ذٍكرٌك عــند القومِ شَــــنآنا

وبرغــمِ ذا قــالوا مِنهمْ على صِلةٍ
فمتى  تُجازيهم هَجْــــرًا وسُــلوانا؟
*****
مِنْهـــمْ بــربك مـاذا بتَ منتظـــرًا
أوَ تَحفَظنَ لهــمْ فَضـــلاً وعِـرفانا؟

فالقومُ ليس لهم دِينٌ، وليس لَهـمْ
عَهـــدٌ  يُصانُ ولا  يُوفــونَ أَيْمانا

واللهَ حــاربَ يا برهــانُ جَــمعُـهـمُ
فالــدينُ   يَمنعُـــنا مِنهــم وينهــانا

فاسمعْ نصيحةَ راجٍ مُشفقٍ وأخٍ
لا  يرتَجـي   نَوْلاً مِنكـمْ وإحسانا

لا تَشْرِينَّ رِضى  قَحتٍ بدينِكَ أو
تَلقى لربك يومَ الحَشرِ خَــسْرانا

أو أن تعـــودَ ِبهمْ للحُكــمِ مُمــتثـلاً
أمــرَ الوساطةِ تَخْـــويفًا  وإذعــانا

فتنالَ من غضبِ الشعبِ الصبورِ بما
يُبقيك وحدَك طـولَ العـمـرِ نَدمانا
*****
فإذا ابتغــيتَ دوامَ السِلمِ في بلدٍ
طافتْ عليه صُروفُ الحَربِ ألوانا

فالجــأ لِـربك دوْمــًا واستعِــنهُ على
شَـــرِ لأنامِ فلن يجـزيَك خِــذلانا

فهمُ اليسارُ وقحتُ السـوءِ سوأتُهم
صــارت  بساحتِهمْ للفِسقِ عُـنوانا

فتخلَ عَــنْ بُطءٍ حالاً عُـرفتَ بهـا
وأقم على عـَـجلٍ للعـدل أركــانا

خُذْ بالصرامةِ نهــجًا يَســتفــيقُ به
من عاش ذا صلفٍ بالكِبرِ تيهـانا

حتى  يهابَك مَن لا دِينَ  يـَـردعُهُ
غــيرَ العقابِ وكـنْ بالحـزم مزدانا

واجتثََ شأفةَ قَحتٍ مِنْ مـرابِعــنا
فــهي البلاءُ لما يأتي وما كَــانا*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!