الكتاب

الصديق النعيم موسى يكتب: دموعك غاليه يا جودات!

صوت الحق

 

العميد جودات رجل حباه الله بقبول وسط السودانيين، فهذا البطل أظهر شجاعته ووطنيته الخالصة في قيادة الفرقه 16 مشاه نيالا التي دافع عنها وقاتل حتى نفاذ ذخيرته وأُصيب فأعلن الإنسحاب التكتيكي ووصل للخرطوم بقواته، لم يهدأ له جفنُ أو يستكين عن القتال، إنه رمز البطولة التي تجسدت في ضابط عظيم فأختار صف الوطن حاملاً سلاحه وسط جنوده حتى أُصيب، هي شجاعة القيادة بين زخات الرصاص وأنين المدافع، أحببناه وهو أهلٌ لذلك الحب الذي جاء من أفعاله وليست أقواله فهذا الرجل لم نسمع له إلاّ تكبيرات الجلالة فحبه للكاكي وعشقه للسودان جعله في موضعٍ يُقدّم روحه ثمناً للنصر.

بكى العميد جودات وهو يحتضن إخوته الذين إستقبلوه فرحين بمقدمهم الميمون بقوة الرجال وعزيمة الأبطال، حقيقةً الفيديو الذي أُستُقبِلَ فيه جودات يبعث في النفس السرور والطُمأنينة أنَّ البلاد بها رجال صادقين، يُحبّون الوطن فيذرفوا الدموع وما أجمل وأنبل بُكاء الرجال، هذه المشاهد حقاً لا تعرفها القوات المتمردة، ولا تعرف معنى التضحيات. الإستقبالات تحكي عن تعاضد أبناء السودان في بوتقةٍ واحده، فهذا العميد حسين جودات المسيري وذاك الخائن اللواء عصام فضيل الذي إرتضى لنفسه القبلية البغيضة، وهذا العميد درموت وذاك اللواء المجرم عثمان عمليات، إنهم إختاروا صف الوطن ونبذوا الجهوية وإنصهروا في وعاء القومية التي لا يعرفها آل دقلو، وعاء القومية يتجسّد في كل المتحركات التي إمتزجت بأبناء الغرب والرسط والشمال والشرق والجنوب.

يوماً بعد آخر يتعجب العالم من الشعب السوداني وإلتفافه حول جيشه، فرحين بمقدمهم محمولين على الأعناق، يعجز اللسان حقيقةً عن وصف اللحظات الخالدة التي تم فيها إستقبال متحرّك الصياد وتلك اللحظات التي أجزم أنها وقعت على المليشيات كألصاعقة على قلوبهم وما أصدق دموعك يا جودات.

دموع الفرح في يوم الإنتصار، وهذا الإنتصار تمثّلَ في قيادة العميد جودات لقوات الفرقة 16 نيالا وتجميعهم وتوجُّههم إلى سنار برفقة قواتها وقيادة المتحركات سوياً من نصرٍ إلى آخر حتى تطهير الجزيرة ثم النيل الأبيض وكردفان في مظهر نحمد الله عليه بأنَّ الفرسان يقطعون وعدهم بدحر العدو حتى حدود تشاد. ويقيني أنهم يسيرون نحو القضاء على التمرد بتوفيق الله أولاً ثم دعوات الشعب الصابر وعزيمتهم التي لا تلين.

إلى العميد حسين جودات حقاً نحن نُحبك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!