خلف الاسوار

سهير عبد الرحيم تكتب: ليس ضرورياً شربُ الشاي

خلف الأسوار

 

قال لي صديقي البروفيسور والخبير الاقتصادي إن صدور قرار واحد من وزارة التجارة بمنع استيراد أي بضاعة تكون بلد المنشأ كينيا سوف يؤثر تأثيراً كبيراً على الاقتصاد الكيني .

وأضاف أن السودان يعتمد في استهلاكه لمحصول الشاي على الشاي الكيني، فإذا كان عدد السكان خمسة وأربعين مليوناً و عدد المستهلكين للشاي أربعين مليوناً فإن مستوى استهلاك الفرد في اليوم ما يعادل ربع دولار.

مما يعني أن الاستهلاك اليومي يعادل عشرة ملايين دولار والشهري ثلاثمائة مليون دولار والسنوي أكثر من ثلاثة مليارات دولار .

وذاك يقود إلى أن إيقاف استيرد الشاي فقط من كينيا دعك من البن وقهوة الاسبرسو وزبدة الشيا والشعير والبطاريات سوف يصيب الاقتصاد الكيني في مقتل .

غير بعيد عن حديث الخبير الاقتصادي ما ظللت أنادي به منذ بداية الحرب بضرورة تكوين وحدة متخصصة مهمتها وضع خطط استراتيجية استباقية تشمل الهجوم السبراني والغزو الإعلامي ونشر الذباب الالكتروني والفايروسات على أنظمة تلك الدول المعادية إضافة لإفراد ميزانية لإيواء المعارضين لتلك الدول و دعمهم .

دعونا نجرب هذا لمرة واحدة؛ نبدأ الهجوم أو على أقل تقدير نرد الصاع صاعين ، فقد وضح جلياً أن اللغة الناعمة لا مكان لها وأن الدبلوماسية لم تأتِ أُكلها وخطابات الشجب والإدانة غير مجدية كما إن زيارة وزير الخارجية لنيروبي فاشلة وأقل قيمة من تذكرة طائرته.

الآن سفارات عديدة يجب أن تغلق و سفراء كثر في بورتسودان يجب أن يرحلوا ، فلم يتبق شيء لنخسره أو نهادن لأجله .

أوقفوا استيراد الشاي والبن و احتملوا الصداع قليلاً وليكن الأمر استعداداً للشهر الكريم الذي يغيب فيه الشاي و تختفي القهوة ثلثي اليوم . افعلوا ذلك وفي ذات الوقت ابحثوا عن دول بديلة، فالحرب الاقتصادية أقوى من الصواريخ وهي السبيل الوحيد لوقف سيل الانتهاكات تجاه سيادتنا الوطنية .

خارج السور:
لماذا نشرب كشعب شاياً بـ 300 مليون دولار شهرياً ونحن نفتقد لأساسيات التعليم و الصحة والتنمية والأمن والأمان..؟؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!