
••• مشاهد عامة ومشاهد خاصة تنحفر في ذاكرة الإنسان ما لها من زوال وفي العمل الطوعي تبقى في ذاكرتي صورٌ عديدة من هذا وذاك اولها من دار المايقوما أو دار الأطفال مجهولي الهوية أو دار الأطفال فاقدي السند بأي من هذه الأسماء التي تعدلت وتبدلت وما غيرت حال الدار السنين.
••• إلى جانبها تأخذ في الذاكرة مكانها مشاهد بمركز سلمى لغسيل الكلى وانا اتحرك اعلامياََ مع جمعية مرضى الكلى في بداية هذا القرن ورئيس الجمعيه عبد الحميد حاج الحسن (يرحمه الله) وسكرتيرها عادل بابكر تابر (حفظه الله) وبقية أعضاء الجمعية يتحركون بما فوق طاقتهم لتوفير الماكينات والمستلزمات لمئات الغاسلين في ظروف بالغة التعقيد والمرضى وأعضاء الجمعية يعانون سوياََ.
••• اتوقف هنا مع الطبيب الألماني الذي زار المركز والأجهزة مربوطة على ايادي الغاسلين وهم.. آخر ضحك وفرفشة وونسة ودردشة ومرتاحاََ للمشهد طلب الالماني مقابلة الطبيب النفسي وكاد ان يسقط صقعاََ عندما علم بعدم وجود هذا الاخصائي من الأساس وسأل مندهشاََ عن كيفية اقناع المرضى بالحاصل وكيفية تقبلهم للمرض والغسيل فكان الرد انهم اناس مؤمنون (والحكاية يا خواجة عادية) فعاد إلى بلاده (مخلوع) واحسبه إلى الآن يرفع حاجب الدهشة.
••• المشهد هذا أظنه شبيه لمواقف (بالغة الايمانيات) لرجال افقرتهم الحرب بفقدان المال والعقار والممتلكات فلم يهنوا ولم يضعفوا وكانوا أقوى واشجع الرجال.
••• المشهد الأهم هو مشهد المرأة التي فقد أو سرق أو نهب دهبها (بالدال) وليس (بالذال) والدهب عند السودانيه(كلام تاني) وبعلاقة متينه تنتظر (الدقة الجديدة) والزوج إذا( فكر ومكر) تنتظره (دقة اكيدة) وتظل تحمي دهبها (بحماية غليظة) ممنوع منعاََ باتاََ التفكير في صرفه.. (وفكه) لا يطرح في النقاش الا في ظروفٍ بالغة الاستثنائية مع مراعاة فروق الادخار.. الزينة.. الفشخرة.. الشوفونيه.. (الولف الكتال) و العلاقة الحميمه.
•••وانا اطالع حجم حالات انتحار (الخواجات) بسبب الأمراض العادية والمستعصية للعام 2024 وقفت بالإنحناءه لمرضى الفشل الكلوي واقف على جانبٍ آخر بالانحناءه والتقدير للمرأة السودانية فما فقدته (الدهبايه) لو فقدته (خواجية) لعرفت كيف (تخم الرماد) وكيف (تضرب الثكلي)
(*وحلات بلدي وحلات ناسا*).