في الأسبوع الأول من الحرب وعقب ان ظهرت نوايا الميليشيا الكذوبة تواصلت مع ضابط رفيع كان موجودا داخل القيادة العامة ، وصفت له واحدة من شققي كنت استخدمها كمكتب الشقة تقع في الطابق التاسع و تطل على شارع القيادة العامة ومن بلكونتها تشاهد وسط الخرطوم بسهولة .
عرضت على الضابط وضع الشقة تحت تصرف القوات المسلحة لموقعها الاستراتيجي وإمكانية الاستفادة منها عسكريا ، نقل ذلك الضابط عرضي لقائد القوات البرية وغرفة السيطرة ثم عاد لي شاكرا عرضي وانه لو احتاجوا إليها سيتواصلون معي .
الشقة ممتازة لوضع قناصين بها ورصد التحركات العسكرية بالاضافة الى أنها مجهزة بمطبخ متكامل به مواد تموينية يمكن أن تعين المتواجدين بها على الصمود .
وقد صادف وقتها أن نسخة من المفتاح كان بحوزة صديقتي وجدان مجذوب التي تقطن جزيرة توتي فاخبرتهم بامكانية التواصل معها والوصول اليها
حتى تلك اللحظة لم أكن على علم بسوء الموقف العملياتي والحصار المفروض على القيادة وانتشار الميليشيا الكثيف في الارجاء وسيطرتها على وسط الخرطوم. ، ولم ينقل لي ذلك الضابط الوضع السيء الذي كانوا يعايشونه ،
هذا الضابط بالمناسبة من ضمن مجموعة الضباط الذين كانوا محاصرين في القيادة طيلة العامين السابقين وسانشر في مقال لاحق محادثاتي معه حيث كان يحمل لي قدرا من الطمأنينة وثقة في النصر لو وزع لكفا كل مواطني ولاية الخرطوم .
اقول الآن وعقب انقشاع هذه الغمة وانفتاح الجيش في كل الاتجاهات و وصوله كبري المك نمر مما يعني أنه بات على بعد خطوات من تلك الشقة ، اجدد العرض والدعوة مرة أخرى جيشنا .
بيتي بيتكم ….تفضلوا بالدخول ….تفضلوا بوضع قناصتكم….تفضلوا بأستخدامه انى شئتم و كيفما شئتم ، هو تحت تصرفكم وتحت أمركم ، وأن تركته الميليشيا على حاله فستجدون به مايعينكم على الإرتكاز .
هذه الشقة من بلكونتها ترصدون القيادة العامة و مطعم الساحة اللبناني وحتى شارع المطار و بزاوية مستشفى الخرطوم ومن البلكونة الأخرى تشاهدون مباني الدفاع المدني وابوجنزير و تخوم الخرطوم 2والخرطوم 3 .
هي تحت تصرفكم ولنا جهد الدعاء أن يحفظكم الله ويسدد رميكم و يشتت عدو الوطن ويمزقه شر ممزق .
الشقة بها مكتبة تحوي كتب نادرة واستوديو لتصوير برنامجي على قناتي باليوتيوب وارشيفي في العمل الصحفي منذ العام 2006 ، غالبا سيكون بحالة جيدة فهؤلاء المرتزقة التشاديين يسرقون الذكريات و لا يسرقون الكتب لأنهم لا يقرأون
خارج السور :
جيشنا أعلموا انه لم يكن لسان حالي فقط دكّوا ….دكّوا….ولا اعتقد انه لسان حالي فقط تفضلوا… تفضلوا.