(1)
سعدتُ باتصالٍ صباح اليوم السبت من مدير شرطة ولاية سنار، اللواء طارق الريح، أوضح من خلاله بعض تفاصيل ملابسات قضية الموظفين الثلاثة مع مدير إدارة التحصيل الموحد بولاية سنار.
أولاً، أشكره على الاتصال وعلى اهتمامه بما نُشر وتوضيحه لبعض المعلومات، وتأكيده على تنفيذ القانون وحرصه على ذلك كما سيتبيّن من خلال إفاداته.
لما كان جوهر القضية التي نشرناها أمس هو العدل وتنفيذ القانون، لا شك أن مدير شرطة الولاية سيكون طرفاً أساسياً فيها، لأن إدارته هي المعنية بتنفيذ القانون، ولهذا كان لابد لنا أن نفسح له المجال ليدلي بدلوه، ويوضح بعض الحيثيات والحقائق.
(2)
أوضح السيد مدير الشرطة أنه بالفعل منع الشرطي أيمن من تنفيذ أمر القبض على مدير إدارة التحصيل لسببين كما أوضحهما:
السبب الأول حسب إفادته أنه كان قد أصدر قراراً حدّد فيه قوة معينة ومحددة من شرطة محلية سنجة هي المعنية بتنفيذ أوامر القبض منعاً للإبتزاز، وبذلك ليس كل شرطي في محلية سنجة معني بتنفيذ أمر القبض إلا تلك القوة المحددة.
وبحسب إفادته أنه – أي مدير شرطة الولاية – أصدر قراراً أيضاً في وقتٍ سابق يمنع تنفيذ أوامر القبض في يوم الخميس من كل أسبوع.
وقال اللواء طارق إنه منع الشرطي من تنفيذ أمر القبض ليس تجاوزاً للقانون وليس حماية لمدير إدارة التحصيل، وإنما لأن الشرطي الذي جاء للتنفيذ غير معني، ولأنه خالف أيضاً القرار الصادر بمنع تنفيذ أوامر القبض يوم الخميس.
(3)
اللواء طارق في اتصاله أيضاً أكد لي أنه أصدر توجيهاً لمدير شرطة محلية سنجة بتنفيذ أمر القبض على مدير إدارة التحصيل الموحد بواسطة القوة المحددة لتنفيذ أوامر القبض، وبالتالي، ووفقاً لمدير شرطة الولاية، فإن تنفيذ القبض على المدير قد تمّ تطبيقاً للقانون.
(4)
مدير شرطة الولاية، اللواء طارق، أكد أيضاً أنه انتقد تنفيذ قرار إيقاف الأمر المحلي في موجهة الموظفين الثلاثة بواسطة القوة العسكرية، لأنهم موظفون ويجب أن تتم محاسبتهم إدارياً دون استخدام القوة العسكرية، وأنه اعتذر أيضاً للمدير التنفيذي، وأكد أن مدير جهاز الأمن اتخذ إجراء ضد الضابط الذي حضر بقوة على متن “تاتشر” وألقى القبض على المدير التنفيذي وموظف آخر، ما يؤكد الحرص على تنفيذ القانون. والآن حسب ما علمتُ أن الضابط بجهاز الأمن وهو برتبة مقدم صدر قرار التحقيق معه وهو الآن في الإيقاف.
(5)
خلاصة القول أود التأكيد على أننا جميعاً ما يهمنا هو خدمة العدالة وتنفيذ القانون وإعلاء شأنه وترسيخه وجعله ثقافة مُشاعة بين الناس، ليس في ولايتنا وحدها بل في كل ربوع بلادنا الحبيبة، ولا شك أن الشرطة هي واحدة من الأضلاع الثلاثة في المنظومة العدلية التي إذا صلُحت صلُحَ حال السودان كله، وإذا فسدت المنظومة العدلية فسد حال البلاد كلها. الشرطة والنيابة والقضاء هي الأساس في بناء دولة القانون والحكم الرشيد.
وأكرر الشكر لسعادة اللواء طارق لسعة صدره واحترامه وتقديره للصحافة واهتمامه بما يُكتب فيها وإن كان نقداً له. اللهم هذا قسمي فيما أملك.
*نبضة أخيرة:*
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
