الكتاب

الزبير نايل : بحري .. سر الهوى…

خاص صوت السودان

رددوها بعشق حتى صارت أغنية على شفاههم …

يا السموك سر الهوى

في بحري العلاج والدواء..

والهوى بطبعه غلاب وعندما يملك شغاف القلوب فذاك حديث آخر … غادروها أجسادا لكن أرواحهم ظلت جاثية عند عتباتها دعاءً ملحاحا أن يحرر الله الجميلة من القيد الذي أدمى معصمها..

هؤلاء هم أهل الخرطوم بحري..وهم محقون في حب مدينتهم التي تتوسد ضفة النيل الأزرق وقدماها عند الشلال السادس (السبلوقة) وفي حضنها ترقد مدينتا قري وحلفاية الملوك بكل ثقلهما وإرثهما التاريخي..

محقون في فخرهم ومباهاتهم بمدينتهم التي رفدت السودان بكوكبة من العلماء والأدباء والرموز التي أسهمت بقدر وافر في هندسة الوجدان السوداني، برافعة شيوخها وصُلاحِها وأبرزهم الشيخان حمد ود أم مريوم، وأزرق توتي خوجلي أبو الجاز..

تعددت الأصوات التي رفعت لواء مجدها من لدن شاعرها المجيد إدريس جماع ومؤرخها الفذ عون الشريف قاسم وهرمها الإعلامي علي شمو ومذيعها الأشهر محمد خوجلي صالحين وصحفيها اللامع محجوب محمد صالح وممثلها الفاضل سعيد وظريفها الطبيب عوض دكام ولاعبها النجم هيثم مصطفى ومطربيها الباشكاتب محمد الأمين وخضر بشير وصلاح بن البادية وخوجلي عثمان والنور الجيلاني ومحمود عبد العزيز ..وهذه أمثلة من رموزها مولدا أو موطنا .. وللمفارقة حتى من وحدات الجيش كان نصيبها سلاح الموسيقى …

مدينة بهذا الثراء تستحق كل هذا الحب.. فعندما سمع أهلها أن مدينتهم عاد إليها نبض الحياة وبدأت تتنفس عافية هرعوا إليها زرافاتٍ وغبارُ المعركة لم ينقشع بعد ليستعيدوا أرواحهم الغائبة..حملتهم أشواقهم إليها رغم إدراكهم أن المدينة منهوبةٌ ومخنوقةٌ بالدخان وما زال غبار المعارك على رموشها..ولكنه الهوى الغلاب …

ولأن سكان بحري أهل فرح ومرح، فقد خفوا إليها سراعا من كل فجٍ ودخلوها عناقا بالطبول والأهازيج والرايات..لم يأبهوا لعبوس طرقها وجفاف أشجارها وركام الحديد والرماد لأنهم على يقين تام بأن عزمهم وحبهم لبحري سيعيدها سيرتها الأولى ..

فعلا إنها … سر الهوى …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!