الكتاب

نبض للوطن. أحمد يوسف التاي: هل انتهت الأسطورة؟

خاص صوت السودان

(1)

بينما يضيقُ الخناق على ميليشيا الدعم السريع يوماً بعد يوم، بدأ الجيش السوداني يُحكم قبضته على “حلقوم” الميليشيا، لتجحظ عيناها وينعقد “لسانها” فلاينطق إلا بمرثيات على من فقدتهم من قيادتها الذين كان آخرهم جلحة المثير للجدل اسفيرياً..

(2)

وبينما يُجمِع العالم بقيادة أمريكا على إدانة مجزرة المستشفى السعودي بواسطة الميليشا ويترحم على أرواح (70) من بينهم نساء واطفال لقوا مصرعهم بالمستشفى المنكوب، كان صديق حميدتي وليام روتو الرئيس الكيني يَقْلِب صفحة الدعم السريع وحميدتي ويُديرُ ظهره عنهما ويستعدل مواقفه ويَعِد بزيارة قريبة للسودان..وقبل هذا وصل “روتو” مصر اليوم والتقى الرئيس السيسي في زيارة رسمية للقاهرة مايعني إسدال الستار عن الدعم الكيني لقوات حميدتي..

(3)

ولكن ما يبدو عصيا على الفهم أو يكاد.. في الضفة الأخرى تقف الإمارات وحدها على تلة من الكِبْر تنظر لمسرح الأحداث في السودان من خلف نظارة سوداء تصوِّر لها الأشياء على غير حقيقتها وتحجب عنها حقيقة أن أهدافها في السودان تحت صخرة صماء تتكسر دونها كل النصال والسهام..

فيقلل الله جيش السودان في “أعين” الإمارات ليقضي الله امراً كان مفعولا، حتى إذا تمادت في نفخ “القربة” المقدودة وقعت في شر أعمالها..ودفعت ثرواتها عقوبات وتعويضات للسودان.

(5)

لكن من ينصح الإمارات ليوفر لها دراهمها ويقول لها فعلياً الآن انتهت أسطورة “الدعم السريع”، الذي سقط “صريعا” في ميدان المعركة ولكن قبل كل ذلك سقط إجتماعياً في نفوس السودانيين، حينما انحرف عن قتال الجيش السوداني واتجه لنهب المواطنين العزل وانتهك أعراضهم وشردهم من بيوتهم، وجعل حربه مع المواطن وحسب..

سقط في نفوس الناس منذ أن أقام المجازر في الجنينة، وود النورة والسريحة والحُرقة والهلالية والفاشر..الخ.. وسقط عشرات المرات حينما ركز عملياته نحو ضرب محطات الكهرباء والمياه والمنشآت المدنية ومستشفيات النساء والتوليد بدلا بالراهبات وليس انتهاءاً بالمستشفى السعودي للنساء والتوليد… (نفسي أعرف مشكتهم مع مستشفيات النساء والتوليد شنو؟)..

(4)

بالأمس قلنا: بتحرير مدني انتهت الحرب عملياً فلم تبق إلا الجيوب والمناوشات هنا وهناك داخل صندوق مفتوح يتيح الهرب فقط لمن أراد النجاة من براثن الموت ..

ونقول الآن بتحرير بحري يعني الإعلان رسمياً عن تحرير ولاية الخرطوم ومطاردة الهاربين الباحثين عن طوق النجاة عبر بوابة الصندق المفتوح.

(5)

عمليا الجيش أعلن انتهاء العمليات العسكرية وذلك من خلال سحب قرار العفو العام الذي اصدره القائد العام منذ أبريل 2023، مما يعني ان الجيش أطمأن على نتائج معركة التحرير وضمن الانتصار في جيبه، أو هذا ما يشير إليه إعلان إنتهاء أجل قرار العفو العام..وإن ما يحدث من بعد الآن في الخرطوم إنما هو مطاردات وتمشيط أو اشتبكات لتأمين الإنسحابات…

اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!