خلف الاسوار

خلف الأسوار..سهير عبدالرحيم: مدير الشرطة ..و الأيادي السفلى

خاص صوت السودان

في كبريات الصحف العالمية وحتى بعض المجلات العربية يضعون عبارة ذهبية فحواها “نرجو التكرم بمساعدة المحررين بالمعلومات ولا نقبل الهدايا” .

مدلول العبارة مفاده أن مهمة الصحفي مع المؤسسة التي يذهب إليها للتقصي واستجلاء الحقيقة بخصوص معلومة أو قضية ما ؛ سواء أكان ذلك خللاً في منظومة او سوء إدارة أم فساداً تنتهي برصد الحقائق ونقلها للرأي العام كما هي دون تحريف أو تهويل أو خلط الرأي بالخبر.

التحذير من منح الصحفيين الهدايا يعود لأنها تؤثر على نزاهة أقلامهم و الحياد في الرؤية والموضوعية في الطرح، وعوضاً عن أن يصبح الصحفي لسان حال الشعب والمدافع عن الوطن يصبح موظفاً في العلاقات العامة لتلك المؤسسة ومدافعاً عن هذا الوزير وذاك المدير، ويتحول من رقيب الى شريك فيفقد المواطن لسانه المتحدث باسمه وتفقأ عين الوطن بالمصلحة.

ما دعاني لهذا ؛ الخبر المتداول عن قرار مدير الشرطة بعلاج الصحفيين مجاناً في مستشفيات الشرطة ، ذهلت للحديث وذهلت أكثر حين لم أرصد اعتراضاً أو صوت رفض لهذه المكرمة من الزملاء بل وجدت احتفاءً ساذجاً عند البعض أوضح جلياً أن المهنة ارتادها دخلاء ومعطوبو موهبة لا يعرفون ألف باء أخلاقيات العمل الصحفي .

السيد مدير الشرطة.. شكراً على إحساسك بالصحفيين ورغبتك في الدعم ولكن هذه مهام اتحاد الصحفيين ومجلس الصحافة والمطبوعات ووزارة الإعلام وليست من مهامك.

المطلوب منك السيد مدير الشرطة تحقيق الأمان وبسط هيبة الشرطة في الأماكن التي حررها الجيش والتي لم تدنس بأقدام الميليشيا ، المطلوب منك مكافحة الجريمة وإلقاء القبض على العصابات المعروفة بـ 9 طويلة التي روَّعت المواطنين .

المطلوب منك مراجعة الارتكازات و ضبط الشارع العام وتيسير الخدمات للمواطنين في مراكز خدمات الجمهور و حفظ الهوية الوطنية وحصر الوجود الأجنبي وملاحقة سماسرة الدولار و تجار المخدرات والمهربين .

المطلوب منك استدعاء آلاف الضباط الهاربين من الخدمة المتحايلين عن الواجب المتسكعين في القهاوى في مصر يشربون الشيشة ويقضون سحابة يومهم تحت البطاطين مختبئين وراء أورنيك مرضي لمراجعة السكري والكلى؛ قلوبهم مع علي وسيوفهم مع معاوية.

 هؤلاء تحديداً المخلفون وليسوا أصحاب الأعذار الصحيحة إن لم يعودوا للعمل وجب فصلهم فورا إن لم يقدموا لمحاكمات بتهمة التولي يوم الزحف ومعهم وزير الداخلية الذي جبن عن واجبه و مارس شجاعته في وجبة عشاء.

المطلوب منك، مدير الشرطة، الالتفات إلى رعاياك من منسوبي الشرطة الذين تعيش أسرهم وأطفالهم ظروفًا سيئة. كثيرون منهم يعيشون في معسكرات النزوح ودور الإيواء، والبعض تقطعت بهم السبل وضاق عليهم الحال.

هذا هو المطلوب يا مدير الشرطة، وهذا ما ننتظره منك ونرجوه، وبين يديك نماذج مضيئة و مشّرفة لضباط وجنود في الشرطة هم خيرة من أنجبت هذه البلاد .

 اعلم السيد مدير الشرطة أن عين الصحفي التي تُعالج مجاناً ستغطيها نظارة سوداء عن الخلل في المرور والجوازات والمباحث وأقسام الشرطة، و القلم الذي تمسكه يد استقبلت محلولاً وريدياً أو طعنة حقن أو ضمادة جرح مجاناً فإن حبره ملوث بالعطاء والمنفعة.

*خارج السور:*

عن نفسي أشكر لك صنيعك وأعتذر عن قبول مجانية العلاج في مستشفياتكم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!