(1)
ما حدث من انتهاكات في الجزيرة بعد تحرير مدني سواءً أكانت صغيرة أو كبيرة، في الكنابي أو في الغابة، أو في الطرقات هو عمل مُدان بكل تأكيد، وأي محاولة لأخذ القانون باليد هو فعل مستهجَن ومنكور بلاشك..
وأي حكم أو عقاب حتى للمجرم الذي ثبت جرمه خارج إطار القانون فهو عمل همجي بربري لا تقبله الفطرة السليمة، وإلا نحن والميليشيا سواء لافرق بيننا..
قيمة الإنسان في وعيه وإداركه وعلمه وانضباطه وتمسكه بأخلاقه والقيم التي تضبط سلوكه لا مجاراته أخلاق الآخرين وسلوكهم المنحرف.. الإنسان السوي هو الذي يعامل الناس بأخلاقه ومبادئه وقيّمه هو، لا بأخلاقهم هم، وإلا مَن قتل طفلك الرضيع، أو اغتصب بنتك القاصرة فاذهب واقتل رضيعه واغتصب قاصرته!!..
(2)
لكل ما تقدم وبناءً عليه ، ومهما كان شعورنا بالغبن والظلم والإهانة من برابرة لاتحكمهم قيم ولا أخلاق ولا دين ولا إنسانية لابد أن نضع علامة فارقة بيننا وبينهم تجعل البون شاسعاً بين الميليشيا والدولة، بين المنحرف والسوي، والخطأ والصواب، والعدل والظلم، والنور والظلمات، والفضيلة والرزيلة.. لنتمسك بحقنا كاملاً دون تفريط، ونأخذه كله لاتترك شيئاً ، ولكن بالقانون، لأن اخذ القانون باليد والأحكام خارج إطار القانون تحطم المجتمع وتدمره تدميراً كبيراً وتخلق غبناً اجتماعياً وفتناً كقطع الليل المدلهم وتورثنا الحروب القبلية وكل السواءات..
يجب أن نتمسك بالقانون ونعلي قدره ونخضع لأحكامه حتى لو انحرف القضاء في مرحلة من مراحل التقاضي فلن ينحرف في كل المراحل..
(3)
وهنا لابد من رسالة واضحة للقائمين على أمر المنظومة العدلية من قضاء ونيابة وجهاز شرطة، إذا لم تكن هذه الأجهزة على قدر عالي من النزاهة والاستقامة والعدالة الناجزة والحزم والبعد عن استبطاء و”جرجرة” المحاكم فإن هذه الأجهزة ستصبح معاول هدم تدفع المختصمين لأخذ القانون باليد وإصدار الاحكام خارج الاطار القانوني..
فليكن ذلك حاضراً في أذهان القائمين على أمر المنظومة العدلية..وإلا فليس هناك بد من محاكم الطواريء.
(4)
نقول ذلك ليس من فراغ فلقد سمعنا تسجيلات صوتية لدعاة الفتنة وقصيري النظر والذين يحاولون تغطية “سوءاتهم” سمعنا نماذجاً من تسجيلات يدعون فيها لقتل حتى الجنين في بطن أمه لدوافع شخصية اوقبلية أو لاستعار نيران الفتن.. هؤلاء نعرفهم بالاسم يجب أن يقدموا هم أيضاً للمحاكمة مثل تتار السودان والبرابرة القادمين من خارج البلاد لغذونا..
(5)
نحن عندما نتمسك بالقانون إنما نتمسك بديننا وإنسانيتنا وقيمنا وسلوكنا ومبادينا، وننظر لمستقبل بلادنا واجيالنا ذلك المستقبل الذي يجب أن يؤسس على مباديء دولة المؤسسات وسيادة القانون والحكم الرشيد..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.