أفاد أحد أفراد الجالية السودانية في مدينة بنغازي الليبية بوقوع مأساة إنسانية مؤلمة، حيث توفي عدد من أفراد أسرة سودانية لاجئة في المدينة نتيجة للاختناق.
الحادثة وقعت يوم السبت، عندما استخدمت الأسرة مدفأة “كانون فحم” في غرفة مغلقة تمامًا، مما أدى إلى اختناقهم بسبب انعدام التهوية. هذه الحادثة تأتي في وقت تشهد فيه المدينة انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة، حيث وصلت إلى ما دون 10 درجات مئوية، مما دفع الأسرة للبحث عن وسائل تدفئة غير آمنة.
وذكر المواطن السوداني أن الأسرة المكونة من عواطف جبريل محمد عمر، والتي تقيم في منطقة سيدي خليفة، فقدت خمسة من أفرادها، بينهم أربع بنات وولد. وقد تم نقل الجثث إلى المستشفى بعد الحادث، حيث كانت الأسرة قد وصلت إلى بنغازي قبل أسبوعين فقط، مما يزيد من عمق المأساة التي عاشتها في فترة قصيرة من وصولها. هذه الحادثة تبرز المخاطر التي قد تواجهها الأسر اللاجئة في ظل الظروف المناخية القاسية.
بعد هذه الفاجعة، لم يتبقَ من الأسرة سوى وئام آدم النميري ووالدتها عواطف، حيث فقدوا والدهم الذي لا يزال في السودان. الأسماء التي تم الإبلاغ عن وفاتها تشمل قبس، مزن، رماز، ريم، وعصام الدين آدم النميري، مما يعكس حجم الخسارة التي تعرضت لها هذه الأسرة. هذه الحادثة تثير تساؤلات حول سلامة اللاجئين في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتوفير الدعم والمساعدة لهم.
حذرت المصادر أفراد الجالية السودانية من مخاطر ترك وسائل التدفئة، وخاصة تلك التي تعمل بالفحم، مشتعلة أثناء النوم ليلاً. وأكدت على أهمية استخدام البطاطين كبديل آمن في هذه الأوقات الباردة، وذلك لتفادي الحوادث المميتة التي قد تنجم عن استخدام وسائل التدفئة غير الآمنة.
في ديسمبر الماضي، أبلغت السلطات الصحية في بلدية أجدابيا شرقي ليبيا عن اكتشاف جثث أفراد أسرة سودانية داخل منزلهم، حيث توفوا نتيجة للاختناق بسبب استخدامهم تدفئة كهربائية في غرفة مغلقة دون تهوية. هذه الحادثة المأساوية تبرز المخاطر المرتبطة باستخدام وسائل التدفئة في ظروف غير آمنة، مما يستدعي اتخاذ احتياطات إضافية.
تعاني ليبيا، التي تستضيف آلاف اللاجئين السودانيين، من تداعيات النزاع المستمر في السودان، الذي اندلع في أبريل من العام الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذه الظروف الصعبة دفعت العديد من الأسر إلى البحث عن ملاذ آمن، لكنهم يواجهون تحديات كبيرة تتعلق بالسلامة والاحتياجات الأساسية، مما يستدعي تكثيف الجهود لتوفير الدعم والمساعدة لهم.