الوطن وما ادراك ما الوطن
انه ذلك الاب الرؤوف الحاني
وتلك الام الحنون
والاخت الحبيبه
والاخ السند
والعم والعمة
والخال والخالة
ولمة المغارب ولفة العيد
ليس الوطن تلك الاراضي فحسب ولا نهر النيل وفروعة لوحدهم ولا البطانة وجبال البحر الاحمر ولا حتي البحر الاحمر
ليس الوطن زملاء الدراسة وجيران الحارة من كل الاثنيات والقبائل
ولا الجار الصوفي والعم انصار السنه والسلفي ولا الزميل القبطي ولا ذلك الحارس بتاع الكجور
الوطن ليس مجرد قطعة من الأرض يسكنها الإنسان، وليس فقط نهر يسقي المزارع والأراضي، أو جبالاً ترتفع في الآفاق. الوطن هو تلك الحياة التي تسري في عروق الأفراد وتربطهم بمن حولهم. هو الأب الرؤوف والأم الحنون، وهو الاستناد الذي يقويك في الشدائد والملاذ الذي يحتويك في الفرح والحزن.
هو لمة المغارب في المناسبات، وهو لفة العيد والفرحة باللقاء. الوطن هو الطفولة واللعب في الشوارع، وهو الذكريات التي تبقى حية في العقل والقلب.
لكن لا يمكن اختزال الوطن في عناصر معينة كالأراضي والمعالم الجغرافية أو حتى الأشخاص. الوطن هو تلك المزيج الفريد الذي يشمل الذكريات، العلاقات، المواقف، والقيم التي يتنفسها الأفراد ويعيشونها يوميًا.
ليس الوطن ما وصفته الحقيية ولا اغاني العطبراوي ولا ابوداؤود ولا ود الامين او ترباس او الحوت وودالجبل وقالوا لي سرو
ولا كلمات هاشم صديق ولا الهادي ادريس ولا حسن القدال
ليس الوطن محمدية ولا برعي محمد دفع الله ولا الفاضل سعيد ومحمد نعيم ولا جمال حسن سعيد
ليس الوطن ادريس حسن ولا احمد البلال ولا علي شمو ولا يسيرية او سهير عبدالرحيم او ام وضاح او حسن اسماعيل وعادل الباز
والكثير الكثير
ليس الوطن ماذكر وما لم يذكر ومن لم يذكر انما الوطن هو كل ماذكر وما لم يذكر. الوطن يتجسد في كل تفاصيل الحياة، من المغنين الذين يعكسون مشاعر الجماهير، إلى الشعراء الذين يصفون الواقع ويخلقون له أحلاماً جديدة. هو تلك القصص التي تنقلها الأجيال من الراسخين في الموروث إلى الناشئين.
الوطنية ليست فقط بالكلمات أو بالأغاني، وإنما هي عمل يومي يستند إلى الحب والاحترام للوطن وللآخرين. هي العمل من أجل تطوير المجتمع، الحفاظ على المروث، والسعي لنشر التوازن والتفاهم بين كل المكونات.
الوطن هو مكانك في هذا العالم، هو البيت الذي لا يفنى في ذاكرة الإنسان ولا يتلاشى من القلب.