بلا رتوش
بقلم يسلم ابراهيم حسن (كبج)
*قيمنا وأعراضنا ليست للبيع: موقف الشعب السوداني أمام مؤامرات التسوية والتعويضات.*
في الوقت الذي يمر فيه السودان بأصعب لحظاته، حيث يعاني من الدمار والتشريد والاعتداءات الوحشية على شعبه وأرضه، تظهر أصوات هنا وهناك تنادي بالتفاوض مع بعض الأطراف الخارجية مثل الإمارات، متحدثة عن تعويضات مالية أو تسويات سياسية. هذه الأصوات، وإن كانت تروج كذباً بأنها تسعى لتحقيق مصلحة السودان، إلا أنها تمثل في حقيقتها خيانة للدماء التي سالت، والكرامة التي انتهكت، والوطن الذي عُذب شعبه.
*لا تعويض يساوي الكرامة*
إن الاعتداءات التي تعرض لها السودان وشعبه على يد الجنجويد ومن يدعمهم، من قتل وتشريد واغتصاب ونهب، ليست مجرد أرقام أو خسائر مادية يمكن تعويضها ببضعة أموال. الكرامة لا ثمن لها، وعرض نسائنا وشرفنا الوطني لا يُقاس بمقدار مالي. أي حديث عن تعويضات مالية الآن يُعتبر طعنة في ظهر الوطن، ومساسًا بروح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم، والمغتصبات اللاتي تحملن الألم، والأطفال الذين شُردوا دون ذنب.
التفاوض مع الإمارات خيانة للوطن
الإمارات، التي لعبت دورًا كبيرا في دعم المليشيات وتغذية الصراع بالسلاح والأموال، لا يمكن أن نتحاور معها لاي سبب في الوقت الراهن. كيف نقبل بالجلوس مع من ساهم في حرق بلادنا وقتل أبنائنا وتشريد أهلنا؟ إن أي خطوة نحو التفاوض معها هي بمثابة خيانة للسودان وشعبه، وتهاون في حق العدالة.
كيف لاحد ان يتحدث عن تعويضات في الوقت الذي دماء ابنته المغتصبه لم تتوقف بعد.
*العمليات العسكرية أولاً*
الأولوية الآن يجب أن تكون لتحرير كل شبر من أرض السودان من المليشيات والجنجويد وأعوانهم. يجب أن تركز القيادة السودانية، وعلى رأسها القوات المسلحة، على الحسم العسكري دون الالتفات لأي ضغوط خارجية أو مغريات مالية. الحديث عن التسوية أو التعويضات قبل استعادة الأرض وتطهير البلاد ومعاقبة المجرمين، هو ضرب من الخيانة والتهرب من المسؤولية التاريخية. ان التهاون او التباطؤ في الحسم هو ايضا ضربا من ضروب التامر والخيانه للوطن وللشهداء والمشردين.
الحسم العسكري ثم الحسم العسكري ثم الحسم العسكري ولا سبيل الا سبيل الحسم العسكري
*المحاسبة الدولية شرط أساسي*
لن نقبل بأي حوار مع الإمارات أو الجنجويد أو أذنابهم إلا بعد تحقيق العدالة. يجب أن تُفضح الإمارات ودورها المشبوه في دعم المليشيات دوليًا وعدليًا. يجب أن يمثل كل من تورط في جرائم ضد السودان أمام المحاكم الدولية، وأن تتحمل الإمارات مسؤولياتها الكاملة عن كل ما دمرته. ووقتها تدفع لكل قطرة دم ولكل عرض انتهك ولكل يوم تشرد ولكل بيت هدم ومؤسسه دمرت. ولكن هل تكفي اموالهم التعويض لبنت واحده فقدت كل ما تملك.
*كرامتنا ليست ملكاً لأحد*
الكرامة السودانية ليست سلعة للبيع أو المساومة. هي إرث كل سوداني، ولا يملك أي فرد أو جهة الحق في التفاوض عليها. حتى القيادة العسكرية، وعلى رأسها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ليس لها الحق في اتخاذ أي خطوة خارج العمليات العسكرية ولا التفاوض مع اي جهه الا من اجل الاستسلام.
*رسالة إلى القائمين على الأمر*
نوجه رسالة واضحة إلى كل من يتولى زمام الأمور في السودان: الشعب يرفض تمامًا أي تفاوض أو تسوية مع من أجرموا في حقه. لن نتسامح مع أي محاولة لتعطيل العمليات العسكرية أو المساومة على حقوقنا الوطنية. الأجدر بكم أن تستمعوا لصوت الشعب وأن تقودوا البلاد بشجاعة حتى تحقيق النصر الكامل، وعندها فقط يمكن الحديث عن تعويض الأضرار بعد استعادة الكرامة الوطنية.
*الخاتمة*
إن قيمنا وأعراضنا ليست للبيع، ودماء الشهداء التي سالت على أرض السودان ستظل شاهدة على إصرارنا في استعادة كل ذرة من كرامتنا. لن نخون الوطن بالتسوية أو المساومة، وسنظل متمسكين بمبادئنا حتى تحرير السودان ومحاسبة كل من أجرم في حقه. كرامتنا هي جوهر وجودنا، ولا ثمن لها.