(1)
قبيلة الرزيقات ليست مسؤولة عمّا حدث بالأمس، وليست مسؤولة عمّا يحدث اليوم وماسيحدث غداً… ليست مسؤولة عمّا حدث بالأمس حينما تم تكوين “ميليشيا” لحماية رأس الدولة عندما كان يفاخر هذا “الرأس” ويُقْسِم بالله ثلاثاً أنه لايوجد رئيس في العالم له مخزون استراتيجي من الرجال مثله، وهو يشير لحميدتي وقواته المصطفة أمامه..أترى القبيلة كوّنت هذه الميليشيا خارج منظومة الجيش وجعلتها قوة موازية لجيش البلاد؟، فهل كان لقبيلة الرزيقات يد في ذلك وهل كان لها الخيار والقرار؟ وهل كانت قبيلة الرزيقات هي من أجاز قانون الدعم السريع 2017 في البرلمان؟..كلا والله..
ومثلما أن قبيلة الرزيقات لم تكن مسؤولة عمّا حدث أمس، فهي أيضاً ليست مسؤولة عمّا حدث الآن ..فهل كانت هي من أفسح المجال لتمدد قوات حميدتي تدريباً وتسليحاً وتهاوناً؟…فهل كانت هي من مكنت قوات حميدتي من استلام المواقع الاستراتيجية في العاصمةوالولايات؟وهل هي من عدلت قانونها لإعطائها مزيداً من الاستقلالية والشرعية والصلاحيات والمزايا؟..
وبالتالي القبيلة لن تكون مسؤولة أيضاً عمّا سيحدث غداً،
ولن تتحمل القبيلة أية تبعات أو نتائج لما جرى وما سيجري …
(2)
أقول ذلك رسالة للذين يسعون بالسوء والشرور لإزكاء نار الفتن القبلية..الذين يريدون أن يستدرجوننا إلى أعتاب حرب قبلية ..الذين يحاولون تحويل هذه الحرب السياسية التي بدأت بطموحٍ سلطوي، إلى حرب قبلية لكن هيهات..
الحرب الآن بمعطياتها الحالية ونتائجها الموضوعية فهي حربُ سياسية انحرفت إلى حرب لتدمير البنيات التحتية للدولة وتدمير اقتصادها
..حرب ضد الشعب بكل قبائله حرب ضد المواطن الذي دفع ثمنها وحده …
حرب ضد الجميع لم تستثنِ قبيلةً بما في ذلك قبيلة الرزيقات التي دفع بعض أبنائها المخلصين ثمناً غالياً ..دفعوا ثمناً مزدوجاً، ثمناً لوقوفهم مع استقرار الدولة ، وثمناً آخر لكونهم أبناء الرزيقات ، وهذا يؤلمني ويؤلم الكثيرين ممن يسمعون شيئاً من هذا الهراء المبذول في الميديا…كل ذلك يعني حقيقة واحدة وهي أن هذه الحرب تستهدف تدمير البلاد باكلها وتستهدف وجود وطن اسمه السودان..لكن قومي ما زالوا في سكرتهم يعمهون ولم يفيقوا بعد..
(3)
من الظلم الفادح أن نأخذ قبيلة الرزيقات بجريرة أبنائها العاقين ، ومن الحيف أن ننالَ منها بذنب أبناءٍ مجرمين كانوا عملاً غيرُ صالح، فهل ضرَّ نوحاً حَيْف ابنه وانحرافه عن الحق وميله عن الجادة..
يجب أن يختفي خطاب التعميم وظلم الأبرياء وأخذ البريء بجريرة أخيه المذنب.. (ولاتذرُ وازرةٌ وزر آخرى)، فكل شاةٍ معلقةً من عصبتها، وكما يقول مثلنا الشعبي (كل شوكة بتمرق بدربها)..
سنكون ارتكبنا خطأ كبيراً إذا لم نفصل بخطوط عريضة بين قبيلة الرزيقات التي قدمت للسودان ولم تسبقِ شيئاً وبين أفراد فيها أغواهم الشيطان كما أغوى أفراد آخرين من قبائل أخرى، مثل قبيلتي رفاعة، وقبائل الشكرية والفور والزغاوة الخ…..
(4)
لقد سرني الخطاب الرسمي للدولة والخطاب الإعلامي للجيش فقد كان بلسماً لأهلنا الرزيقات فهو خطاب يفرق تماماً بين البريء والمذنب، وقد شاهدنا احد قادة الجيش يخاطب عوائل وأسر الدعم السريع بعد تحرير سنجة،يطمئنهم ويؤكد مسؤوليته الشخصية عن حمايتهم ويؤكد لهم أنهم لاذنب لهم فيما جرى..
أعود وأقول أفتحوا أحضانكم للأبناء الصالحين من قبيلة الرزيقات وقفوا معهم وامنحوهم الثقة ولاتظلموهم كما ظلمهم الذين ظلموكم، ووطنوا أنفسكم قبل إطلاق الأحكام المسبقة ولاتأخذوهم بالشبهات، أن تكون رزيقياً لايكفي لاتهامك بأنك قاتل أو مجرم أو مغتصب وقاطع طريق ونهّاب، فقد أثبتت الوقائع أن معظم قبائل السودان شاركت بأبناء عاقين في هذ الجرم العظيم…
اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.