الكتاب

نبض للوطن.. أحمد يوسف التاي: “بروتس” الدندراوي

(1)
في مسرحية يوليوس قيصر الشهيرة للأديب العالمي شكسبير أبرزت المسرحية شخصية “بروتس” الصديق المقرب للقيصر على أنه شخص خائن وغدّار…غدر بصديقه القيصر واسدى له طعنة نجلاء مع خصومه السياسيين الذين اتفقوا على قتله ونهبه وسلبه بأن يقوم كل واحد منهم بطعنه طعنةً واحدةً فما كان من صديقه الغدار “بروتس” إلا أن استل سكينته و(دسها) في ظهر صاحبه، فالتفت إليه القيصر وقال قولته المشهورة : (حتى انت يا بروتس)..وهي عبارة سجلها التأريخ وحفظتها الأجيال، وتقال للشخص الذي لم تكن تتوقع منه الخيانة والغدر.
“حتى انت يابروتس”…
ولاشك أن طعنات منافسيه وخصومه السياسيين لم يكن لها وقع في نفسه كما فعلت طعنة صديقه بروتس الذي كان آخر من يتوقع منه ذلك.. فقد كان ألمها مزدوج: الألم البدني وألم الغدر والخيانة الحسي..
ومن يومها أصبح بروتس رمزاً للخيانة والغدر والنذالة..
(2)
بعد سقوط مدينة الدندر صَعِق الناس من هول الصدمة ولكن قبل أن يفيقوا من تأثيرها، صعِقوا مرة أخرى بغدر وخيانة صديقهم “بروتس الدندراوي” الذي تفوق على بروتس صاحب الإسم الصديق المقرب للقيصر الروماني..
(3)
فقد باع “بروتس الدندراوي” العُشْرة والملح والملاح بأبخس الأثمان…
وباع رباط المصاهرة والدم والدين…ولم يقف عند هذا الحد بل تعداه إلى الغدر بالأصدقاء قبل الخصوم والاعداء..
والغدر بالجار القريب قبل البعيد… فقد اكتشف الناس هناك أن من كانوا يضاحكونهم ويترددون عليهم في الصباح والمساء كانوا هم ألد الأعداء.. ومن كانوا يلقون عليهم بالمودة هم في الأصل أفاعي سامة وعقارب غدّارة كانت تتحين الفرص والغفلات وحسب..
(4)
آلمني جداً ماسمعته من أناس غدر بهم أصدقاؤهم وجيرانهم في الحي بل آخرون لم يسلموا من بوائق جيرانٍ لم يفصل بينهم إلا حائط متهالك..فأي غدر أكبر من ذلك لجيران ورثوا الدار عن أجداد كان الناس يحسبونهم أشقاء من فُرطِ المودة…لكن خلف من بعدهم خلفٌ فعلوا كل الموبقات..
(5)
لكن ما أصابني بالدوار ولم أجد له تفسيراً أن بعض “بروتس الدندراوي” مارس “الشفشفة” على أهله وجيرانه وهو غني عنها ، ولم تكن تدفعه حاجة ولايرغمه عوز أو فقر بل كان غنياً في أهله ثرياً من الأعيان..
الأمر في تقديري يحتاج إلى بحث ودراسة إجتماعي عميقة تشخص الداء وتضع الدواء حتى تعيش المجتمعات في سلام ووئام…
اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى