> تصريح اقتصادي وقرار سياسي بدأ بهما الرئيس المنتخب ترامب توجيه اللّكمات قبل أن يدخل إلى الحلبة وقبل أن يبتدر ممارسة صلاحياته فعليا في يناير المقبل كرئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية
> أما القرار فهو تعيينه للجنرال السابق (كيث كيلوغ) ( كموفد شخصي) له لكل من أوكرانيا وروسيا موجها بذلك صفعة داوية للمنهج والطريقة التي كانت تدير بها اوربا موقفها تجاه الحرب الروسية الاوكرانية فالرجل جاد في اطفائها عبر المفاوضات المباشرة ( ذباب تقدم يمتنع عن التعلق بهذه الإشارة فوقف الحروب الدولية تختلف مساراتها عن اخماد التمردات الداخلية) … والرجل بهذا سيُفسد على الاوربيين مشروع إسقاط روسيا أو حصارها وهو أيضا بهذا سيرفع عن روسيا أثقال كلفة الحرب التي هي في حقيقتها ضد واحد من اقوى الاحلاف العسكرية وهو حلف الناتو والذي جاهد لكي يفرض حظرا جويا على الطيران الروسي فهاهو ترامب يعلن عن سياسته القادمة بعبارة واحدة( تجميد خطوط المعركة الحالية) وليستفيد إلى جانب ذلك من وفورات الأموال الضخمة التي كان يسعى بايدن لدفعها إلى أوكرانيا
> أما التصريح الذي أطلقه ترامب وشكل (لكْمة) دائرية في كثير من الاتجاهات فهو تأكيده على أنه سيرفع الرسوم الجمركية على الواردات الكندية والمكسيكية لتصل إلى 50% وأنه سيرفع الرسم الجمركي على الواردات الصينية لتصبح 60% وكذلك على الواردات الاوربية لتصل إلى حدود ال ( 20- 30%) وبهذا القرار ستصل الخسائر الكندية لقيمة( 65مليار دولار) والخسائر المكسيكية(ستتمثل في ركود وربما انهيار الإقتصادالمكسيكي) أما الخسائر الصينية فستصل إلى(٤٠٠ ملياردولار) وكانت الصين تحتل مرتبة الشريك الإقتصادي الأول لتصبح في المرتبة الرابعة ومن المتوقع أن تتدحرج إلى مرتبة أبعد من هذه …. اما خسائر الإتحاد الأوربي المثقل أصلا بجراحات دعم المجهود العسكري الاوكراني فستصل الى ( ٣٠٠ مليار دولار ) إذ ان البنك الدولي قد قدر جملة خسائر الإقتصادات الصديقة لأمريكا بحوالي ( الترليون دولار) هذه اللكمات ستخلق مسارات جديدة في العلائق الدولية والمصالح والأحلاف السياسية على مستوى الديربي الدولى وعلى مستوى الديربي الإقليمي الافريقي والعربي
> ومن المتوقع بخلاف الملف السياسي العسكري الاسرائيلي وإلى حد قليل جدا الملف السياسي العسكري الإيراني( والذي بدأ يدخل مرحلة الكمون والركود أصلا ) فإن قبضة ترمب دوليا (سوف تخف) عسكريا وسياسيا وستكون الملفات الحيوية التي تنشغل بها إدارة الرجل هي ملفات الداخل الأمريكي وملفات الإقتصاد ….
> قلنا في مقالة سابقة بعنوان لعبة الاحتمالات كيفية استفادة السودان من هذه الحالة وكنا قد استعرضنا احتمال تنامي العلاقة الإقتصادية بين السودان والصين ضمن توجه الصين (لِلَعق) جراحها المالية في افريقيا عموما… كذلك صعود حزب العمال البريطاني إلى الحكم يُتيح فرصة لمسح الزجاج (المبتل) بين الخرطوم ولندن والعمل على تصحيح النظر في اتجاه علاقات جديدة ولو جزئيا…
> كل هذا يحتاج إلى عقل تخطيطي سياسي واقتصادي ودبلوماسي يجعل الخرطوم تتحرك في الميدان الجديد بحيث تُؤمِّن ظهرها وتُيمم وجهها في الإتجاه الصحيح !!!
………….
حاشية :-
[ ليس لدي وقت لأكره أحدا فأنا منشغل ببناء نفسي، إما أن أحبك وإما ألا أكترث لأمرك مطلقا، لستُ صديقا للجميع ، أبتسم للجميع وأتكلم مع الجميع لكنني لست صديقا للجميع!!]
> يُقال ان ترامب استبق قراراته عاليه بهذه التغريدة كدفقة ماءٍ باردة يوقظ بها اوربا وكندا قبل أن تصل قراراته إلى آذانهم!!